وقال العاملي في لواعج الأشجان بعد خطبة برير : فقالوا : يا يزيد (برير) قد أكثرت الكلام فاكفف ، والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله (١). وغرضهم عثمان لعنه الله.
ولمّا بلغ الحديث إلى هذا الحدّ ، قال الحسين عليهالسلام : اقعد يا يزيد (برير) ، ثمّ وثب الحسين متوكّئاً على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته .. الخ.
وقال الطبري : قال أبو مخنف : وحدّثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير ابن أبي الأخنس وكان قد شهد مقتل الحسين عليهالسلام ، قال : وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس ، فقال : يا برير بن حضير ، كيف ترى صنع الله بك ؟ قال : صنع الله ـ والله ـ بي خيراً ، وصنع الله بك شرّاً.
قال : كذبت وقبل اليوم ما كنت كذّاباً ، هل تذكر وأنا أُماشيك في بني لواذن وأنت تقول : إنّ عثمان بن عفّان كان على نفسه مسرفاً وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالّ مضلّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ عليّ بن أبي طالب ؟! فقال له برير : أشهد أنّ هذا رأيي وقولي. فقال له يزيد بن معقل : فإنّي أشهد أنّك من الضالّين. فقال له برير بن حضير : هل لك فلأُباهلك (٢) ولندعُ الله أن يلعن الكاذب وأن يقتل المبطل ، ثمّ اخرج فلأُبارزك.
__________________
(١) لواعج الأشجان للسيّد الأمين رحمهالله ، ص ١١١.
(٢) لم يقتصر المؤلّف على نصّ الطبري وإنّما عمد إلى تعريف المباهلة أثناء النصّ ، قال : وصورة المباهلة كالتالي : يعمد رجلان إلى الدعاء والتضرّع والابتهال ، ويقرّان بعبوديّتهما لله تعالى ويسألانه أن يميز الصادق من الكاذب ، ثمّ يتبارزان أمام العسكرين وحينئذٍ تدور الدائرة على الكاذب لا محالة .. ولم نلحق هذه الإضافة بنصّ الطبري ليخلص الكلام للطبري ويقف عليه القاري ، ولا مانع من ذكر إضافات المؤلّف في الهوامش إذا تخلّلت النصوص ، ولم يضع المؤلّف عليها علامة. (المترجم)