قال : فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أن يلعن الكاذب وأن يقتل المحقّ المبطل ، ثمّ برز كلّ واحد منهما لصاحبه فاختلفا بضربتين فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضرّه شيئاً ، وضربه برير بن حضير ضربة قدّت المغفر وبلغت الدماغ فخرّ كأنّما هوى من حالق ، وإنّ سيف ابن حضير لثابت في رأسه ، فكأنّي أنظر إليه ينضنضه من رأسه ، وحمل عليه رضى بن منقذ العبدي فاعتنق بريراً فاعتركا ساعة ثمّ إنّ بريراً قعد على صدره ، فقال رضى : أين أهل المصاع والدفاع ؟ قال : فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل عليه .. الخ (١).
(فذكر الله بريرٌ وضرب يزيد بن معقل على أُمّ رأسه فشقّه نصفين وقذف رأسه من على بدنه فهوى عن ظهر فرسه وذهب إلى نار جهنّم) (٢) ولمّا أوصله إلى دار البوار حمل عليه كالبرق الخاطف ، ولقد أجاد شيخ العراقين :
برير بن خضير آن خضر پيمان |
|
سکندر سان روان شد سوى حيوان |
سمند افکند در ظلمات پيکار |
|
دليلش گشت شمشير شرر بار |
به تيغ تيز آن پر شور بى باک |
|
گروهى را فکند از باره بر خاک |
گذشت از خويش اين عيش مکدّر |
|
گرفت از دست خواجه خضر صاغر |
الترجمة :
وليس برير بن الخضير بل الخضر |
|
تجلّى كذي القرنين والعسكر المجر |
وفي ظلمات الحرب ألقى جواده |
|
ويهديه قرضاب به الشرر الثرّ |
وفي حدّه ألقى أخو العزم في الثرى |
|
أعاديه حتّى ضمّها اللهب الغمر |
__________________
(١) لم ينقل المؤلّف النصّ كلّه بل أنشأ كلاماً من عنده. راجع : تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣٢٨.
(٢) عبارة المؤلّف ، ثمّ ساق عبارة أبي الأخنس حيث يقول : فكأنّي أنظر إليه ينضنضه .. الخ.