ثمّ حمل على الكفّار كأنّه شعلة نار إلى أن قتل بناءاً على المشهور خمسة عشر نفراً وأنزلهم دار البوار.
مرثية جعفر بن عفّان الطائي (توفّي حدود سنة ١٥٠ هجرية)
لبيك على الإسلام من كان باكيا |
|
فقد ضيّعت أحكامه واستحلّت |
غداة حسين للرماح دريئة |
|
وقد نهلت منه السيوف وعلّت |
وغودر في الصحراء لحماً مبدّداً |
|
عليه عتاق الطير باتت وظلّت |
فما نصرته أُمّة السوء إذ دعا |
|
لقد طاشت الأحلام منها وضلّت |
ألا بل محوا أنوارهم بأكفّهم |
|
فلا سلمت تلك الأكفّ وشلّت |
وناداهم جهداً بحقّ محمّدٍ |
|
فإنّ ابنه من نفسه حيث حلّت |
فما حفظوا قرب الرسول ولا رعوا |
|
وزلّت بهم أقدامهم واستزلّت |
أذاقته حرّ القتل أُمّة جدّه (١) |
|
وإن هي صامت للإله وصلّت |
كما فجعت بنت الرسول بنسلها |
|
وكانوا كماة الحرب حين استقلّت |
قال ابن الأثير الجزري : رماه عبدالله بن عامر الخثعمي بسهم فأراده صريعاً وقتله اللعين بشر بن خوط لعنه الله.
فصلٌ فيه تاريخ عقيل بن أبي طالب
رأيت من المناسب هنا أن أستعرض نتفاً مفيدة من تاريخ عقيل لأنّه أوّلاً حاز النصيب الأوفر من الشهداء في الطفّ وأولاده يذكرون كثيراً في الكتاب.
وثانياً : لافتعال أخبار من صنع بني أُميّة منسوبة إليه لا علم لروحه بها ، ومن
__________________
(١) أقول : المحفوظ عندي : « فلا قدّس الرحمن أُمّة جدّه » وهذا الصدر لا يلائم العجز.