اللّائق بنا أن نوضح المطلب هنا ليعلم الجميع بذلك أنّ عقيلاً طاهر الردن منها ، منزّه عنها ، وهي لا تعدو الأراجيف.
عقيل وإخوته الثلاثة : جعفر وطالب وعليّ من أُمّ واحدة وأب واحد. وبكر فاطمة بنت أسد أُمّهم طالب وبعد عشر سنوات ولدت عقيلاً ، وبعده بعشر سنين ولدت جعفراً ، وبعده ولدت أمير المؤمنين عليهالسلام بعشر سنين أيضاً. وكال عمر عقيل حتّى بلغ السادسة والتسعين ، وتوفّي سنة خمسين أو خمس وخمسين أو ثمان وخمسين ، وكنيته أبو يزيد ، وكان أبو طالب يحبّه حبّاً شديداً.
وفي عمدة الطالب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعقيل : إنّي أُحبّك حبّين : حبّاً للرحم ، وحبّاً لأنّ عمّي أبا طالب يحبّك.
وروى الشيخ الصدوق في أماليه عن ابن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله ، إنّك لتحبّ عقيلاً ؟! قال : إي والله إنّي لأُحبّه حبّين : حبّاً له وحبّاً لحبّ أبي طالب له ، وإنّ ولده لمقتول في محبّة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون. ثمّ بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى جرت دموعه على صدره ثمّ قال : إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي (١).
وروى ابن أبي الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة ، قال : كان أبو طالب يحبّ عقيلاً أكثر من حبّه سائر بنيه ... (وكان النبيّ يقول :) يا أبا يزيد ، إنّي أُحبّك حبّين : حبّاً لقرابتك منّي وحبّاً لما كنت أعلم من حبّ عمّي إيّاك. (ثمّ يقول :) أُخرج عقيل إلى بدر مكرهاً كما أُخرج العبّاس ، وأُسر وفدي وعاد إلى مكّة ثمّ أقبل مسلماً
__________________
(١) أمالي الصدوق ، ص ١٣٨.