وعقيدتي أنّ عقيلاً وعمّه العبّاس أسلما يوم أسلم أمير المؤمنين عليهالسلام وجعفر عليهالسلام ولكنّهما خشيا قريشاً من إعلانه ، إلى أن كانت حرب بدر فأعلن عقيل إسلامه كما فعل عمّه العبّاس. وأمّا جعفر فإنّه تعرّض لظلم قريش وعسفهم بعد إسلامه فلجأ إلى الهجرة إلى حبشة مع زوجه أسماء ، وهاجر معه المستضعفون.
والأُسطورة الأُخرى مزعمة المدائني من أنّ عقيلاً ذهب إلى الشام في خلافة أمير المؤمنين ومن نقل من العلماء وأصحاب الرجال شيئاً من هذا فإنّما نقلوه عن المدائني بمن فيهم الشيعة ، فهو منشأ هذا الكذب على عقيل عليهالسلام.
وفي أغاني أبي الفرج وثلاثة أرباعه مشكوك فيه لا اعتبار له بل فيه ما هو مقطوع بكذبه ، ومن هذا ما نسبه إلى عقيل ، من أنّه طلب من معاوية شراء جارية قيمتها أربعون ألف درهم ، كما يأتي تفصيل ذلك في ترجمة مسلم عليهالسلام ، وتزعم الرواية أنّه ابنها ، وبناءاً على هذا يكون في صفّين عمره إمّا سنتان أو أنّه لم يولد بعد ، بينما كان مسلم في صفّين أحد قادة أمير المؤمنين عليهالسلام.
يقول محمّد بن علي بن شهرآشوب في المناقب : فلمّا استهلّ صفر سنة سبع وثلاثين أمر عليّ فنودي بالشام والإعذار والإنذار ثمّ عبّى عسكره فجعل على ميمنته الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر ومسلم بن عقيل ، وعلى ميسرته محمّد بن الحنفيّة ومحمّد بن أبي بكر وهاشم بن عتبة المرقال .. الخ (١).
وهذه العبارة صريحة بأنّ عقيلاً لم يذهب إلى الشام في حياة أمير المؤمنين وهي فرية لا حقيقة لها. ويكون ذهابه إلى الشام بعد أمير المؤمنين لا يترتّب عليه ضرر يعتدّ به كما فعل بعض الوافدين والوافدات على معاوية من أجل مصالح
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٢ ص ٣٥٢.