وأجابه بصراحة تامّة « فأقم راشداً محموداً ». ويظهر من هذه الجملة أنّ إقامته حيث هو لم تكن مجرّدة عن المسئوليّات بل عهد إليه أن يكون عوناً وعيناً للإمام عليهالسلام حيث يقيم. وأخيراً نحصل من الكتاب وجوابه على نتائج متعدّدة :
الأُولى : بأنّ عقيلاً لم يفارق أمير المؤمنين ولم يذهب إلى الشام في حياته كما صرّح بذلك ابن أبي الحديد.
الثانية : لم يغب عن الحرب بإعراض الإمام عنه بل المستفاد من الكتاب عكس ذلك حيث أنّه تأخّر لاقتضاء المصلحة ذلك منه ، وهنا ينتفي ما توهّمه بعض القاصرين من عدم حضور الحروب الثلاثة التي خاضها أخوه الإمام عليهالسلام لعيب فيه كفقدان البصر مثلاً لأنّ تصوّر هذا الأمر باطل محضاً ، ولا يبعد أن يكون فقده بصره وبلوغه الثمانين عاملاً أساسيّاً في غيابه عن المعامع الثلاث إذ ما الفائدة المتوخّاه من شيخ أضرّ في الثمانين أن يحضر الحرب سوى أن يكون كلّاً إضافيّاً.
وأمّا أولاده السبعة فعند كلّ واحد بنت من بنات الإمام ولا بدّ أن يكون تأيّمها صعباً على والدها وأمّا مسلم عليهالسلام وقد مرّت الإشارة إلى حضوره وإسناد دور قيادي إليه فليس من المستبعد أن يكون قبل طلب أبيه الحضور في الميدان.
الثالثة : من النتائج توثيق عقيل ، فقد اتضح جليّاً خلال ذلك الكتاب ويكون توقّف بعضهم في توثيقه لا محلّ له ، ولقد بالغ السيّد الجليل السيّد عبدالرزّاق المعاصر في كتابه العبّاس (ص ٤٦) في الثناء على عقيل نظماً ونثراً فراجعه هناك.
الرابعة : من الأكاذيب التي أُلصقت بساحة قدس عقيل
وأُوردت على لسان أمير المؤمنين عليهالسلام
أنّه كان عالماً بمثالب قريش فكرهوه ، ونقل هذه الفرية لا سيّد عبدالرزّاق عن الصفدي ، يقول : كان عقيل عالماً بمثالب قريش وكان محيطاً بعلم الأنساب وذا بديهة مِن ثمّ كرهه الناس فرموه بأُمور باطلة هو مبرءٌ منها ونسبوا
إليه الحمق ونالوا من جنابه بأقوال مفترات وهو بمنأيً عنها ووضعوا على لسان