هيهات ، لا تضمّ الشمس القبضة ، ولا يوضع الماء في الغربال ، ولا تخفي الشمس حفنة من الرمال ، وعقيل فرع من الشجرة الطيّبة ، ونشأ في بيت الشرف والفضيلة ، وربّي فيه (وكان شريفاً مبجّلاً خلّف أولاداً كراماً (وهم) الذين لم يسبقهم سابق ولا يلحق لاحق ، ولو لم يكن لعقيل شيء من الخطر والعظمة لتسنّم بهؤلاء الأكارم أوج العُلا والرفعة) (١).
وكم أب قد علا بابن ذُرى شرف |
|
كما علا برسول الله عدنان |
وأما الحديدة المحماة : فليس فيها دلالة على ارتكاب عقيل لمحظور أو أنّه تفلّت من أداء الواجب بل عمد الإمام بفعله هذا معه إلى تهذيبه ليرتفع بمستواه الخلقي فوق مستوى الإنسان العادي ، وينال الخلق الجدير به ، لأنّه من أبناء النبوّات ومن رهط الخلافة فكان الأليق به أن يجتنب حتّى المكروهات والأعمال التي يجلّ عنها مقامه الخاصّ.
أراد الإمام تفهيمه الضعف البشري الذي يأن من حديدة محماة وما تزال بعيدة من جسمه ، فكيف به إذا غاص في لهوات النار الأُخرويّة التي تنتزع الجلد من العظم بشدّة ، وينبغي على الإنسان الكامل أن يقي نفسه الوقوع فيها ليقتدي به من هو دونه ، وربّما كان الفعل المباح يُعدّ ذنباً من عقيل ولا يلام عليه فاعل من سائر الناس لأنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين.
سفره إلى الشام :
ونقل العلّامة المعاصر ميرزا خليل الكمرئي في كتابه « مسلم » مضمون ما قاله سيّدنا المعاصر العلّامة البحّاثة عبدالرزّاق الموسوي المقرّم النجفي في كتاب العبّاس ، عن الدرجات الرفيعة لسيّد علي خان ، فيقول :
__________________
(١) وردت هذه الفقرة باللغة العربيّة ولذا وضعناها بين قوسين.