.................................................................................................
______________________________________________________
تسبيحات تقول : سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله ثلاثاً» (١) والأخيرتان تفسِّران المراد من التسبيح في الأُولى ونحوها غيرها.
وهل تجزي الصغرى مرّة واحدة؟ قد يقال بل قيل بذلك ، ويمكن أن يستدل له بوجهين :
أحدهما : إطلاق الأمر بالتسبيحة الواحدة في جملة من النصوص الشامل للكبرى والصغرى ، كصحيحة زرارة وصحيحتي ابن يقطين (٢).
الثاني : دعوى كفاية مطلق الذكر الصادق على الواحدة من الصغرى.
ويردّ الأوّل أنّ الإطلاق يقيّد بما دلّ على عدم الاجتزاء في الصغرى بأقل من ثلاث كموثقة سماعة وصحيحة معاوية المتقدِّمتين آنفاً وغيرهما ، فلا مناص من حمل التسبيح في تلك النصوص على الكبرى ، بل إنّ في نفسها ما يشهد بذلك ، كصحيحة زرارة الآنفة الذكر ، فانّ المراد بالواحدة المجزية لا بدّ وأن يكون غير الثلاث التي حكم أوّلاً باجزائها ، إذ لو كانتا من سنخ واحد لزم اللغوية بل التناقض ، فان مقتضى جعل المجزي هو الثلاث عدم كفاية الأقل كما يعطيه لفظ الإجزاء الظاهر في بيان أقل الواجب ، ومعه كيف حكم عليهالسلام بإجزاء الواحدة ، فلو كانت العبرة بها كان التحديد بالثلاث لغواً محضا.
فلا مناص من أن يراد بالواحدة تسبيحة أُخرى مغايرة للثلاث ، بأن يراد بها الكبرى ، وبالثلاث الصغرى كما فسّر الثلاث بها في صحيحة معاوية بن عمار المتقدِّمة ، فإنّها تؤيِّد أنّ المراد بالواحدة التامّة في هذه الصحيحة هي الكبرى في مقابل الناقصة وهي الصغرى ، وأنّها المراد بالثلاث في ترسّل فيها.
وعلى الجملة : فصحيحة زرارة بنفسها تدل على إرادة الكبرى من الواحدة
__________________
(١) الوسائل ٦ : ٣٠٣ / أبواب الركوع ب ٥ ح ٣.
(٢) الوسائل ٦ : ٢٩٩ / أبواب الركوع ب ٤ ح ٢ ، ٣ ، ٤.