.................................................................................................
______________________________________________________
فهلّا تعلّمت إذا قال ما علمت على ما ورد ذلك في النص (١) فوجوب التعلّم إنّما هو لأجل عدم إفضاء جهله إلى ذلك. نعم ، لو كان ثمة من يلقّنه حال الصلاة ولو كلمة كلمة لم يكن بأس في عدم تعلّمه حتّى متعمِّداً ، إذ وجوب التعلّم إنّما هو طريقي لا نفسي ، فلا مانع من تركه إذا كان متمكِّناً معه من أداء الواجب ولو بمثل التلقين. وأمّا إذا لم يجد من يلقّنه ولم يمكنه التعلّم ولو من جهة ضيق الوقت ففيه فروض :
الأوّل : أن يكون متمكِّناً من القراءة الملحونة ، وإنّما لا يتمكّن من القراءة الصحيحة. الظاهر أنّه لا إشكال ولا خلاف في وجوب ذلك عليه ، ويدلّنا عليه : مضافاً إلى التسالم ، إطلاقات التشهّد ، فإنّه خطاب عام متوجِّه إلى الجميع والمستفاد منه عرفاً وجوب ذلك عليهم كلٌّ بحسب تمكنه ومقدرته ، فيكون المطلوب ممّن لا يتمكن من أدائه على وجهه ما يحسنه ويتمكن منه ولو مع تبديل بعض الحروف ببعض ، وقد ورد من طرق العامّة أنّ سين بلال شين عند الله (٢) ، فهذا يكون فرداً ومصداقاً للتشهّد حقيقة.
وأيضاً تدل عليه : موثقة السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام «قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله إنّ الرجل الأعجمي من أُمّتي ليقرأ القرآن بعجميّته فترفعه الملائكة على عربيته» (٣) ، إذ من المعلوم أنّه لا خصوصية للقراءة وإنّما هو من باب المثال وإلّا فالتشهّد أيضاً كذلك ، ويؤيِّد التعدِّي بل يدل على أصل الحكم : معتبرة مسعدة بن صدقة قال : «سمعت جعفر بن محمّد عليهالسلام
__________________
(١) البحار ٢ : ٢٩ ، ١٨٠.
(٢) البداية والنهاية ٤ : ١٠٢ ، وأورده في المستدرك ٤ : ٢٧٨ / أبواب قراءة القرآن ب ٢٣ ح ٣.
(٣) الوسائل ٦ : ٢٢١ / أبواب قراءة القرآن ب ٣٠ ح ٤.