.................................................................................................
______________________________________________________
وعن صاحب المدارك (١) المناقشة في استحباب ما عدا المواضع الأربعة لعدم وقوفه على نص يعتد به.
واعترض عليه في الحدائق (٢) بأنّ النص الصحيح موجود حتّى بناءً على اصطلاحه ، وهو ما رواه محمّد بن إدريس في مستطرفات السرائر نقلاً من نوادر أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن العلاء عن محمّد بن مسلم «... وكان علي بن الحسين عليهالسلام يعجبه أن يسجد في كل سورة فيها سجدة» (٣) ، لأنّ البزنطي صاحب الكتاب رواه عن العلاء عن محمّد بن مسلم ، والثلاثة ثقات بالاتِّفاق. على أنّه (قدس سره) في غير موضع من كتابه يعمل بالخبر الضعيف في باب السنن ، فلا معنى لردّه هنا بضعف السند بعد وجود الخبر كرواية جابر المتقدِّمة. ثمّ اعتذر عنه بأنّ نظره في الفحص مقصور على الكتب الأربعة كما هي عادته ولم يراجع غيرها ، وهذه الأخبار خارجة عنها.
أقول : الظاهر صحّة ما أفاده صاحب المدارك (قدس سره) في المقام ، فإنّه لم ينكر وجود النص بقول مطلق كي يعتذر عنه بقصر النظر على الكتب الأربعة بل قيّده بنص يعتد به وهو مفقود كما أفاده (قدس سره) ، وما ذكره صاحب الحدائق من رواية محمّد بن مسلم فهي ليست من النص الصحيح ، فانّ رجال السند وإن كان كلّهم ثقات كما ذكره إلّا أنّ طريق ابن إدريس إلى كتاب البزنطي مجهول لدينا مع الفصل الطويل بينهما ، فإنّ البزنطي من أصحاب الجواد عليهالسلام والحلِّي من رجال القرن السادس فبينهما وسائط ، وحيث أنّها مجهولة ، فالرواية محكومة بالإرسال لا محالة فتسقط عن الاستدلال ، فهي
__________________
(١) المدارك ٣ : ٤١٩.
(٢) الحدائق ٨ : ٣٣١.
(٣) الوسائل ٦ : ٢٤٤ / أبواب قراءة القرآن ب ٤٤ ح ٢ ، السرائر ٣ (المستطرفات) : ٥٥٨.