.................................................................................................
______________________________________________________
جعفر الرزاز كثيراً المتوفى سنة ٣١٢ ، فبطبيعة الحال يقتضي أن يكون سنّه عندئذ ٢٠ أو ١٥ سنة على الأقل فيكون أسبق من الصدوق المتولِّد سنة ٣٠٥ كما عرفت.
الثانية : أنّه قد روى عن سعد بن عبد الله القمي الأشعري روايتين أو أربع كما ذكره النجاشي (١) ، وعلى أيّ حال فقد روى عنه ولو رواية واحدة ، وقد توفي سعد في سنة ٢٩٩ أو سنة ٣٠١ ، فلا بدّ وأن يكون سن ابن قولويه عندئذ ١٥ سنة على الأقل ، فيكون متولداً في سنة ٢٨٥ فيكون أسبق من الصدوق. وكيف ما كان ، فالصدوق وإن أمكن روايته عن ابن قولويه بحسب الطبقة إلّا أنّه لم ينقل عنه ولا رواية واحدة ، وكلّما ينقل فهو يرويه عن جعفر بن محمّد بن مسرور.
ودعوى الاتِّحاد بينه وبين جعفر بن قولويه مستظهراً ذلك من عبارة النجاشي غير مسموعة ، فإنّ النجاشي لم يقل أنّ علي بن محمّد بن جعفر بن موسى بن مسرور روى كتابه أخوه جعفر بن قولويه ليدل على أنّ عليّاً وجعفراً أخوان كي يقتضي الاتِّحاد المزبور ، بل قال بعد ذكر أنّ عليّاً له كتاب فضل العلم وآدابه : إنّ جعفر بن قولويه قال حدّثنا أخي به ، أي بالكتاب ، وأمّا أنّ أخاه من هو ، هل هو علي أم غيره فلا دلالة في العبارة عليه أصلاً.
وبعبارة اخرى : فرق واضح بين أن يقول بعد ذكر علي بن مسرور وأنّ له كتاباً روى جعفر بن قولويه عن أخيه بكتابه ، وبين أن يقول روى جعفر بن قولويه عن أخيه بالكتاب ، فإنّ الأوّل يدل على اخوّة جعفر وعلي وأنّ أخاه هو علي صاحب الكتاب ، بخلاف الثاني إذ مفاده أنّ أخاه هو الراوي لذاك الكتاب من دون أيّ دلالة على أنّه هو صاحب الكتاب كي يثبت به اخوّته مع
__________________
(١) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٨ ، ١٧٧ / ٤٦٧.