أكرمنا بها وانتم عندنا رضى وثقة وأنفسنا مبذولة لكم ونحن نموت على طاعتكم ورضاكم.
ثم أنصرفوا وساروا إلى عائشة فسلموا عليها وقالوا قد علمنا أن أمنا لم تخرج الينا إلا لثقتها بنا وأنها تريد الاصلاح وحقن الدماء وأطفاء الفتن والالفة بين المسلمين وانا ننتظر أمرها في ذلك فان أبى عليها احد فيه قاتلناه حتى يفئ إلى الحق.
وبلغ كلام طلحة مع أهل البصرة إلى عبد بن حكيم التميمي فصار إليه وقال له يا طلحة هذه كتبك وصلت الينا بعيب عثمان بن عفان وخبرك عندنا بالتأليب عليه حتى قتل وبيعتك عليا في جماعة الناس ونكثك بيعته من غير حدث كان منه فيما بلغني عنك وفيما جئت بعد الذي عرفناه من رأيك في عثمان فقال له طلحة اما عيبي لعثمان وتأليبي عليه فقد كان فلم نجد لنا من الخلاص منه سبيلا إلا التوبة فيما إقترفناه من الجرم له والاخذ بدمه فاما بيعتي له فاني اكرهت على ذلك وخشيت منه أن يؤلب علي أن أمتنعت من بيعته ويغري بي فيمن أغراه بعثمان حتى قتله فقال له عبد الله بن حكيم هذه معاذير يعلم الله باطن الامر فيها وهو المستعان على ما نخاف من عاقبة أمرها.
خطبة أخرى له :
وروى عبد الله بن عبيدة قال لما كان من كلام عبد الله بن حكيم ما كان قام طلحة فحمد الله واثنى عليه وقال أن رسول الله صلى الله عليه وآله توفي وهو عنا راض وكنا مع أبي بكر حتى توفاه الله فمات وهو عنا راض ثم كان عمر بن الخطاب فسمعناه وأطعناه حتى قبض وهو عنا راض فأمرنا بالتشاور في أمر الخلافة من بعده واختار ستة نفر ورضيهم للامر فاستقام أمرنا على رجل من الستة ولينا واجتمع رأينا عليه وهو