٤ ـ لا يدخل حرف الاستثناء على خبر المنفى منها :
لا يجوز أن يدخل حرف الاستثناء على الأفعال الناقصة المنفية : (ما زال ـ ما برح ـ ما فتئ ـ ما انفك) ، ذلك لأن معناها فيه المفارقة ، فهو نفى ، فلما نفى صار إثباتا دالا على الاستمرار ، فإذا دخل حرف الاستثناء على الخبر ـ وهو الحكم المقصود من إنشاء الجملة ـ أدى ذلك إلى عودة المعنى إلى النفى ، فيحدث التناقض ؛ لذلك لا تستثنى أخبار الأفعال المنفية منها ، وما ورد منه بـ (إلا) فهو مؤول ، نحو قول ذى الرمة :
حراجيج لا تنفكّ إلا مناخة |
|
على الخسف أو نرمى بها بلدا قفرا (١) |
حيث يؤول على أن (تنفك) فعل تام لا ناقص وهو من الانفكاك ، أى : التفرق ، فهى لا تحتاج إلى خبر ؛ ولذا فقد استخدم معه حرف الاستثناء (إلا) ، وتكون (مناخة) حالا منصوبة. ويؤول آخرون ذلك على أنه (مناخة) حال ، وخبر (ما انفك) شبه الجملة (على الخسف).
ومنهم من يغلط ذا الرمة فى هذا التركيب.
لكنه يجوز أن يدخل حرف الاستثناء على خبر الفعل الناقص الذى لا يجب نفيه ، وإن كان منفيا ، فتقول : ما كان محمد إلا فاهما ، لم يصبح النائم مبكرا إلا نشيطا. ما صار الهواء إلا باردا.
ثانيا : نوع مبنى الخبر :
مثل ما يتنوع إليه خبر المبتدإ وما فى معناه يكون خبر الأفعال الناسخة فى نوعه ، وهذا القسم يتضامن مع القسم التالى الذى يعرض علامات إعراب الخبر ، وبخاصة الأمثلة المذكورة فى القسمين.
__________________
(١) الكتاب ٣ ـ ٤٨ / شرح عيون الإعراب ١٠٣ / ابن يعيش ٧ ـ ١٠٦ / الضرائر ٧٥ / المساعد ١ ـ ٢٦٤ / الأشمونى ١ ـ ٢٤٦ / الخزانة ٩ ـ ٢٤٧. حراجيج : جمع حرجوج وحرجج حرج وهى الناقة الطويلة على وجه الأرض. وقيل : الضامر ، أو : إلى أن.