ومنه قوله تعالى : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ)(١) [المجادلة : ٢]. (أمهات) خبر (ما) منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة لأنه مجموع بالألف والتاء المزيدتين. واسم (ما) ضمير الغائبات البارز (هن) فى محل رفع.
ولا تعمل (ما) لدى الحجازيين عملا مطلقا ، لكن لإعمالها شروط :
أ ـ ألا يتقدم الخبر على الاسم (٢) :
وإن كان ظرفا أو جارّا ومجرورا على الأصح (٣) ؛ ولهذا أهملت فى قولهم : ما مسىء من أعتب ، لتقدم الخبر (٤).
ومما أهمل فيه (ما) الحجازية لتقدم الخبر قول الشاعر :
وما خذّل قومى فأخضع للعدا |
|
ولكن إذا أدعوهم فهم همو (٥) |
والأصل : ما قومى خذّل ، حيث (خذل) الخبر ، و (قوم) المبتدأ ، وكلاهما مرفوع ، فأهملت (ما) لأن الخبر تقدم على المبتدإ.
وقول الآخر :
وما حسن أن يمدح المرء نفسه |
|
ولكنّ أخلاقا تذمّ وتحمد (٦) |
__________________
(١) (إن) حرف نفى مبنى ، لا محلّ له من الإعراب. (أمهاتهم) الثانية مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (إلا) حرف استثناء يفيد الحصر والقصر مبنى لا محل له من الإعراب. (اللائى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (ولدنهم) فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
(٢) ذلك خلافا للفراء. ينظر : المقتضب ٤ ـ ١٩٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٩٨.
(٣) ذلك خلافا لابن عصفور. المقرب ١ ـ ١٠٢.
(٤) المقتضب ٤ ـ ١٩٠.
(٥) شرح التصريح ١ ـ ١٩٨.
(٦) المساعد ١ ـ ٢٧٧ / الدرر ١ ـ ١٠٣.
(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (حسن) خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يمدح) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (المرء) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر. ويجوز أن تجعل المصدر