ضديه (١) الّذي كان مفاد كان الناقصة (٢)
______________________________________________________
بكونه مقدّما على موت عمرو المفروض توارثهما غير متيقن سابقا حتى يستصحب ، وذلك لأن الموضوع وهو «موت زيد المتصف بكونه متقدما على موت عمرو» لم يكن متيقنا في زمان سابق حتى يتعبد ببقائه في ظرف الشك ، حيث إنه في حال حياة زيد لم يكن موت حتى يتصف بالتقدم على موت عمرو أو بالتأخر عنه ، وعدم اتصاف الموت بالتقدم ـ حال الحياة ـ إنما هو من السالبة بانتفاء الموضوع.
وأما التمسك باستصحاب العدم الأزلي كما في مثل قرشية المرأة بأن يقال : «ان موت زيد حال الحياة كما لم يكن نفسه كذلك لم يكن وصفه أعني تقدمه على موت عمرو ، وبعد حصول اليقين بموت زيد يشك في انتقاض عدم تقدمه فيستصحب كاستصحاب عدم قرشية المرأة بعد العلم بوجودها» فهو ممنوع ، للفرق بين المقام وعدم القرشية ، لأن مفروض الكلام كون موضوع الأثر الشرعي اتصاف موت زيد بعدم تقدمه على موت عمرو ، لا عدم اتصافه بالتقدم ، ومن المعلوم أن استصحاب العدم الأزلي إنما يثبت عدم الاتصاف بالتقدم ، ولا يثبت اتصاف موت زيد بعدم تقدمه على موت عمرو إلّا بناء على الأصل المثبت. هذا ما أفاده سيدنا الأعظم الفقيه الأصفهاني (قده) (١).
أقول : ما أفاده من أن استصحاب العدم الأزلي لا يثبت الاتصاف بالعدم بل يثبت عدم الاتصاف متين ، لكنه مبني على القول بأصل جريانه في العدم الأزلي كما التزم به المصنف. لكن التحقيق عدم جريانه.
(١) وهما التأخر والتقارن ، وضمير «ضديه» راجع إلى التقدم.
(٢) قد عرفت في مدخل البحث بعض الكلام في مفاد كان التامة والناقصة ، ونزيدك هنا بيانا فنقول : ان مفاد كأن الناقصة هو الوجود الرابط المتعلق بالجعل المؤلّف الّذي يعبر عنه بالجعل المتعدي لاثنين كقوله تعالى : «جعل لكم الأرض فراشا» في قبال الوجود النفسيّ ، وهو الجعل البسيط الّذي هو إفاضة نفس الشيء
__________________
(١) منتهى الوصول ، ص ١٥٩