(ليس) من حيث ذكرنا من الشبه اللفظىّ. وقال لى أبو علىّ رحمهالله يوما : الظرف يتعلق بالوهم مثلا.
فأمّا قول الآخر :
نظرت وشخصى مطلع الشمس ظلّه |
|
إلى الغرب حتّى ظلّه الشمس قد عقل |
فقيل فيه : أراد نظرت مطلع الشمس وشخصى ظلّه إلى الغرب ، حتى عقل الشمس ظلّه أى حاذاها ؛ فعلى هذا التفسير قد فصل بمطلع الشمس بين المبتدأ وخبره ، وقد يجوز ألا يكون فصل ، لكن على أن يتعلّق مطلع الشمس بقوله : إلى الغرب ، حتى كأنه قال : شخصى ظلّه إلى الغرب وقت طلوع الشمس ، فيعلّق الظرف بحرف الجرّ الجارى خبرا عن الظلّ ؛ كقولك : زيد من الكرام يوم الجمعة ، فيعلّق الظرف بحرف الجرّ ، ثم قدّم الظرف لجواز تقديم ما تعلّق به إلى موضعه ؛ ألا تراك تجيز أن تقول : شخصى إلى الغرب ظله ، وأنت تريد : شخصى ظلّه إلى الغرب. فعلى هذا تقول : زيد يوم الجمعة أخوه من الكرام ، ثم تقدّم فتقول : زيد من الكرام يوم الجمعة أخوه. فاعرفه.
وقال الآخر :
أيا بن أناس هل يمينك مطلق |
|
نداها إذا عدّ الفعال شمالها |
أراد : هل يمينك شمالها مطلق نداها. ف (ها) من (نداها) عائد إلى الشمال لا اليمين ، والجملة خبر عن يمينها.
وقال الفرزدق :
ملوك يبتنون توارثوها |
|
سرادقها المقاول والقبابا (١) |
أراد : ملوك يبتنون المقاول والقباب ، توارثوها سرادقها. فقوله : «يبتنون المقاول
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو للفرزدق فى ديوانه ١ / ٩٩. المقاول : جمع المقول ، بكسر الميم وسكون القاف ، وهو كالقيل : الملك على قومه يكون دون الملك الأعظم.