وأما تماضر وترامز فذهب أبو بكر إلى أن التاء فيهما زائدة. ولا وجه لذلك ؛ لأنّها فى موضع عين عذافر ، فهذا يقضى بكونها أصلا ، وليس معنا اشتقاق فيقطع بزيادتها. قال أبو زيد : (وهو) الجمل القوىّ الشديد ؛ وأنشد :
إذا أردت طلب المفاوز |
|
فاعمد لكلّ بازل ترامز (١) |
وذهب بعضهم فى تماضر إلى أنه تفاعل ، وأنه فعل منقول ؛ كيزيد وتغلب.
ولا حاجة به إلى ذلك ، بل تماضر رباعيّ ، وتاؤه فاء كترامز. فإن توهّم ذلك لامتناع صرفه فى قوله :
حيّوا تماضر واربعوا صحبى |
|
وقفوا فإنّ وقوفكم حسبى (٢) |
فليس شيئا ؛ لأن تماضر علم مؤنّث ، وهو اسم الخنساء الشاعرة. وإنما منع الصرف لاجتماع التأنيث والتعريف ؛ كامرأة سميتها بعذافر وعماهج. وهذا واضح.
وأما ينابعات (٣) فما أظرف أبا بكر أن أورده على أنه أحد الفوائت! ألا يعلم أن سيبويه قد قال : ويكون على يفاعل نحو اليحامد (٤) واليرامع (٥). فأمّا لحاق علم التأنيث والجمع به فزائد على المثال ، وغير محتسب به فيه. وإن رواه راو ينابعات فينابع يفاعل ؛ كيضارب ويقاتل ، نقل وجمع.
__________________
(١) الرجز لإهاب بن عمير فى لسان العرب (لزز) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ٢٥١ ، وتاج العروس (لزز) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (ترمز) ، وتهذيب اللغة ١٣ / ١٦٧ ، ٢٠٦ ، ومجمل اللغة ٤ / ٢٤٦ ، ومقاييس اللغة ٥ / ٢٠٤ ، وكتاب الجيم (٣ / ٢٠٢). ويروى :
إذا أردت السير فى المفاوز |
|
فاعمد لها بباذل ترامز |
وبعده :
* ذى مرفق ناء عن اللذائذ*
(٢) البيت من الكامل ، وهو لدريد بن الصمة فى ديوانه ص ٣٤ ، والأغانى ١٥ / ٦١ ، وتاج العروس (مضر) ، والشعر والشعراء ص ٣٥٠ ، وبلا نسبة فى الممتع فى التصريف ١ / ٩٦.
(٣) ينابعات : اسم مكان.
(٤) اليحامد : جمع : قبيلة يقال لها يحمد. ويحمد : أبو بطن من الأزد. واليحامد نسبة إليها. وانظر اللسان (حمد).
(٥) اليرامع : جمع اليرمع. واليرمع : الحصى البيض تتلألأ فى الشمس وهى أيضا حجارة ليّنة رقاق بيض تلمع.