وهو ذكر الحيّات ؛ فهذان فعلوت.
وأما ترقؤة فبادى أمرها أنها فائتة ؛ لكونها فعلؤة. ورويناها عن قطرب ، وذكر أنها لغة لبعض عكل. ووجه القول عليها ـ عندى ـ أن تكون ممّا همز من غير المهموز ، بمنزلة استلأمت الحجر ، واستنشأت الرائحة ـ وقد ذكرنا ذلك فى بابه ـ وأصلها ترقوة ، ثم همزت على ما قلنا.
وأما سمرطول (١) فأظنه تحريف سمرطول بمنزلة عضرفوط (٢) ، ولم نسمعه فى نثر. قال :
* على سمرطول نياف شعشع (٣) *
وإذا استكرهوا فى الشعر لإقامة الوزن خلّطوا فيه ؛ قال :
* بسبحل الدّفّين عيسجور (٤) *
أراد سبحلا ، فغيّر كما ترى. وله نظائر قد ذكرت فى باب التحريف.
وقرعبلانة كأنها قرعبل ، ولا اعتداد بالألف والنون وما بعدهما. ويدلّك على إقلالهم الحفل بهما ادّغامهم الإمدّان (٥) ؛ كما يدغم أفعل من المضاعف ؛ نحو أردّ وأشدّ ؛ ولو كانت الألف والنون معتدّة لخرج بهما المثال عن وزن الفعل فوجب إظهاره ؛ كما يظهر ما (خرج عن مثاله ؛ نحو حضض (٦) ، وسرر ، وسرر (٧). وعلى أن هذه اللفظة) لم تسمع إلا من كتاب العين. وهى ـ فيما ذكر ـ دويبّة. وفيه
__________________
(١) يقال : رجل سمرطل وسمرطول : طويل مضطرب. اللسان (سمرطل).
(٢) العضرفوط : دويبّة بيضاء ناعمة. ويقال : ذكر العظاء. واحدها العظاية قال ابن سيده : العظاية على خلقة سامّ أبرص أعيظم منها شيئا. وانظر اللسان (عضرفط) ، (عظى).
(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (سمرطل) ، وتاج العروس (سمرطل). جمل نياف : طويل السّنام. والشعشع : الطويل العنق.
(٤) الرجز للزفيان فى ديوانه ص ٩٤ ، ولسان العرب (ضخم) ، وللعجاج فى ملحق ديوانه ٢ / ٢٩٤ ، ولسان العرب (سبحل) ، وتاج العروس (سبحل).
(٥) المدّان والإمدّان : الماء الملح. اللسان (مدد).
(٦) الخضض والحضض : دواء يتخذ من أبوال الإبل ، وفيه لغات أخر ، والحضض : داء ، وقيل عصارة الصبر. والحضض : صمغ. وانظر اللسان (حضض).
(٧) هو ما على الكمأة من القشور والتراب والطين.