ـ بلامين والنون بعد اللّام الاولى ـ زنة لمنجنيق ، على ان يكون من المزيد الرّباعي بزيادة النون الثانية ؛ لعدم النظير «لفعلليل» ـ بثلاث لامات ـ حينئذ ؛ فلا يكون جميع حروفها اصولا ولا بدّ من الحكم بزيادة شيء سوى الياء ؛ والحكم على الآخر وما قرب منه بالزيادة أولى ، والقاف ليست من حروف الزيادة فحكم على النون الثانية بذلك وبقى الباقي على اصالة الاصالة ؛ لعدم الدليل على زيادة شيء منها ، والمدّة ـ أعني الياء ـ زائدة على جميع الوجوه الأربعة. (١)
والوجه قول سيبويه ؛ لضعف الاعتداد بجنقونا كما مرّ ، وكون الأخيرين احتمالين ذكرا على فرض عدم الاعتداد بشيء من تصرفاتها للتمرين ؛ وإلّا فعدم الاعتداد بشيء من تصاريف اللفظ خارج عن قانون اللّغة.
(ومجانيق) في الجمع وزنه المناسب له «فعاليل» ـ بلامين ـ فيما اختاره سيبويه كما مرّ ، وهو ظاهر فلذلك أعرض عنه ، ومع ذلك (يحتمل الثلاثة) الاخر (٢) أيضا ؛ لأنّه ان قطع النظير عمّا يناسبه مختار سيبويه فامّا : ان يعتد بجنقونا فيكون «مفاعيل» في الوزن ؛ لكون الميم زائدة ، أو لا يعتدّ به وحينئذ فامّا : ان يعتد بمختار الأكثر في : سلسبيل فيكون «فلاليل» ـ بثلاث لامات مع حذف العين ؛ لأنه حينئذ جمع للخماسي مع حذف نونه الاولى الّتي هي العين ، أو لا يعتد به فيكون «فلانيل» ـ بفاء ولامين ونون بعد الألف ـ لأنّه حينئذ من المزيد الرباعي ، ونونه الثانية مزيدة كالمدّة والبواقي اصول ؛ وقد حذفت النون الاولى الّتي هي العين.
(ومنجنون) ـ للدولاب الّتي تسقي عليها ـ مؤنثة أيضا ـ سماعا ـ كمنجنيق ، وهي (مثله) ، وتذكير الضمير المجرور بتأويل المذكور ونحوه ، أو للاشارة إلى ورود
__________________
(١) وهي : «منفعيل ، فنعليل ، فعلليل ، فعلنيل» والوجوه العقلية المحتملة سبعة.
(انظر شرح رضي / ج ٢ / ص ٣٥٢).
(٢) وهي : «فعاليل ، أو فلاليل ، أو فلانيل» وقوله : فيكون مفاعيل في الوزن لكون الميم زائدة ؛ لا يدخل في شرح هذه العبارة من كلام المصنف ولكنّه تتمة الفروض في هذه الكلمة.