كما قال السيرافي ؛ لئلّا يلزم اعتلال لام الخماسي ، وفيه تكلف ، وامّا على تقدير الزيادة : فلكونه مثل : كنثأو ـ بالنون والمثلثة ، لعظيم اللحية ـ من : كثأت لحيته نبتت ، وعنزهو ـ بالمهملة والنون والزاي المعجمة ، لمن يكسره اللهو والنّساء ؛ أو اللئيم المظهر لعداوة صاحبه ـ وبمعناه : العزه ككتف ؛ وعزهاة ، وعزهى ـ منونا ـ ، فانّ الحكم بالزيادة في : حنطأو للحمل على نحو هذين ممّا علم حاله بالاشتقاق لم يكن ممّا نحن فيه ؛ لأنّ الحكم بالزيادة حينئذ ليس لخروج الزنتين عن الاصول.
وما زعمه بعضهم من انّه خارج ممّا فقد فيه الاشتقاق ؛ لكونه من : حطأت به الأرض حطأ ـ صرعته ـ بعيد ، لبعد المناسبة ؛ بل غايته شبهة الاشتقاق.
وفيه احتمال آخر ، وهو ان يكون على «فنعأل» بالهمزة الساكنة قبل اللّام ـ من :الحطو ـ بمعنى تحريك الشيء مزعزعا ـ كأنه لعظم بطنه يضطرب في مشيه ويتحرك إلى الجوانب ، كسندأو ـ للخفيف ، والجريء على الأقدام ، والعظيم الرأس ـ وغير ذلك من المعاني ؛ على رأي من جعله من : السّدو زاعما انّه يقال : سدا البعير ؛ من الناقص الواوي ـ إذا مدّ يديه ـ وكأنه وزن نادر جدّا ، والسندأو أيضا «فنعلو» عند جماعة ، فتأمّل.
(و) مثل : (نون جندب) ـ بضمّ الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة ـ لضرب من الجراد ـ ، فانّه يحكم عليها بالزيادة ؛ للخروج عن الاصول على تقديري زيادتها واصالتها ؛ لعدم «فنعل» و «فعلل» ، (إذا لم يثبت جخدب) ونحوه على «فعلل» في الاصول ، وقد يقال : انّها زائدة وان ثبت هذه الزنة ؛ للاشتقاق ؛ لمناسبته للجدب ـ بمعنى القحط ـ لصيرورته سببا له كما سمّى جرادا لأنّه يجرد وجه الأرض ، والجواب عنه : بأنّه من شبه الاشتقاق تعسف ؛ لاعتبارهم مثل هذه المناسبة في الاشتقاق المحقق على ما يظهر للمتصفح.
ثمّ ان ما ذكر من الحكم على زيادة بعض حروف الكلمة في مثل ما ذكر ثابت على كل حال (إلّا ان تشذّ الزيادة) في موضع وقوعه منها ، فانّه يحكم باصالته وان