(و) كما ان ما ذكر رباعي (كذلك ـ سلسبيل ـ خماسي) على «فعلليل» ـ بثلاث لامات مع زيادة الياء ـ (على الأكثر) للفصل بالأصلي بالتقريب المتقدم ؛ واصالة الاصالة ، خلافا لمن زعم : انّه من المزيد الرباعي بتكرير الفاء على «فعفليل».
(وقال الكوفيون) ، والزجاج من البصريين : ان ذا الأربعة الحاصل بتكرير حرفين ان وجد في اللّغة ذو ثلاثة يناسبه في المعنى ويشتمل على ما عدا الثالث من حروفه على الترتيب فهو مزيد ثلاثي مأخوذ من ذي الثلاثة المذكور بالزيادة على وجه التكرير ، فقالوا : (زلزل) مأخوذ(من زلّ) بالتشديد ، (وصرصر) بمعنى صوّت (من صرّ) القلم والباب صريرا ، بذلك المعنى ، (ودمدم) الله فلانا ، ودمدم عليه ـ إذا أهلكه ـ (من دمّ) فلان القوم ـ طحنهم وأهلكهم ـ ، وقيل : من دمّ اليربوع جحره ـ إذا غطّاه وسوّاه ـ ، وذلك (لاتفاق المعنى) والحروف على الترتيب في ذي الأربعة وذي الثلاثة المذكورين على ما هو شأن الاشتقاق الّذي هو أقوى ما يعرف به الزائد عن الأصلي ، ولا يعتني معه باصالة الاصالة ، ولا بالفصل بالأصلي ان سلمت تلك القاعدة ، ومن ثمّ اعترف الخصم في : مرمريس بالزيادة مع الفصل بالأصلي ، والتفرقة (١) دعوى مجردة عن الدليل.
وأمّا ذو الأربعة : المذكور الّذي لم يوجد في اللّغة ذو ثلاثة يناسبه كذلك حتّى يعتبر اشتقاقه منه كسمسم فهو رباعي باصالة الجميع ، لاعتبار اصالة الاصالة ، أو الفصل ، حيث لم يعارضهما الاشتقاق الّذي هو أقوى.
وقد يحكي عنهم وعن الخليل : القول بالزيادة في القسمين من غير فرق ؛ اجراء لهما على وتيرة واحدة ، ثمّ انّ المحكي عنهم : انّ الزائد من أوّل الأمر هو صورة العين ، لكنّها أبدلت إلى صورة الفاء الموجودة في الكلمة ، لئلّا يجتمع ثلاثة أمثال ، والزجاج : جعل الزائد من أوّل الأمر صورة الفاء ، ولعل هذا أظهر.
__________________
(١) أي بين مرمريس وبين ذي الأربعة المذكور.