بالجمع ، وبمنعه من الصرف في كلامهم وان سمّى به مذكر فهو «فعلاء» كحمراء ، وإلّا لم يكن فيه حينئذ سبب غير العلمية ، وبناء منعه من الصرف على التوهم أو نقله عن اسم المؤنث فيراعي أصله كزينب ـ إذا سمّى به رجل ـ بعيد جدّا.
وقد تقلب الواو في الصدر ـ تاء ـ لتقاربهما في المخرج وتشاركهما في الهمس ، كتراث ، وتقوى ، في : وراث ، ووقوى ، وتولج في : وولج ـ بواوين ـ كجوهر ، من الولوج لمأوى الوحوش ، ولم يأت في كلام العرب كلمة أوّلها ياء مكسورة إلّا يسار على لغة في اليسار ـ لليد اليسرى ـ ويقاظ ـ جمع يقظان ـ كذا قال نجم الأئمّة رضي.
(و) الواو والياء(تقلبان في : باب الافتعال تاء) (١) وتدغم فيها تاء الافتعال ، للتخفيف ، أمّا الواو : فلمناسبتها للتاء ، وامّا الياء : فكأنهم حملوها في ذلك على الواو ، لما بينهما من التواخي ، (نحو : إتّعد) القوم ـ أي وعد بعضهم بعضا في الشر ـ ، ويقال في الخير : تواعد ، كذا قال الجوهري ، ويقال : إتعد فلان أيضا ـ أي قبل الوعد ـ وأصله : إوتعد ، (وإتّسر) القوم الجزور ، ـ اقتسموها بحسب سهامهم في الميسر ، أي القمار المعروف في الجاهلية ـ وأصله : ايتسر ـ بالياء ـ وبمعناه يسر القوم الجزور ، وكذا في التصاريف غير الماضي.
هذا إذا لم يكن حرف العلّة منقلبة عن الهمزة.
(بخلاف) المنقلبة عنها ، فانّها لا تقلب تاء ، لعروضها وكونها في معرض الزوال ، نحو : (إيترز) فلأن بالازار ـ بصيغة الماضي ـ ، وأصله : إأتزر ـ بهمزتين فقلبت الثانية ياء ـ كما في ايت ـ ويقال : في المضارع للمتكلم منه آتزر بقلب الثانية ألفا ـ كما في آدم ـ وجوّز بعض البغاددة : القلب تاء ، والادغام في كل ياء منقلبة عن الهمزة في باب الافتعال ، نحو : اتّزر ، واتّمن ، واتّهل ، من : الأزار ، والأمانة ، والأهل ، وفي رواية عن عاصم انّه قرأ : «الّذي إتّمن» بالقلب والادغام ، وحكى غيرهم : اتّزر
__________________
(١) وعبارة المتن في شرح النظام ورضي : وتقلبان تاء في نحو إتعد الخ.