يدغم المضارع أيضا فيؤدي إلى ضمّ الياء في الرفع وضمها مع التشديد وان لم يكن مستثقلا كما في : كرسيّ ، لكن لم يوجد ضمّ الياء ولا تشديدها في كلامهم في آخر المضارع أصلا ، لأنه موضع الاعراب مع ثقل الفعل.
ثمّ انّ الأحسن عند الاظهار اخفاء كسرة الياء الاولى ، ليجري مجرى الادغام ، وتحذف الاولى مع الواو للجمع ، وتضم الثانية لمناسبة الواو فيقال : حيوا بالتخفيف ، كما قال :
وكنّا حسبناهم فوارس كهمس |
|
حيوا بعد ما ماتوا من الدّهر أعصرا (١) |
(وقد يكسر) على قلّة(الفاء) من الماضي المدغم ، فيقال : حيّ ـ بكسر الحاء ـ لمناسبة الياء ، وانجبار العدول عن الفتحة الّتي هي أخف بالخفة الحاصلة من الادغام ، وقد يقال : ان من كسر جعل اسكان الياء للادغام بنقل كسرتها إلى الفاء ، ومن فتح جعل الاسكان بحذف الحركة وقال بعضهم : انّ الظاهر أن كسر الفاء انّما جاء في الماضي المبنى للمفعول بقلب الضمّة المستثقلة على ما قبل الياء ، وهذا هو الّذي ذكره سيبويه دون المبنى للفاعل كما هو ظاهر كلام المصنف تبعا للزمخشري في المفصل لخفة الفتحة.
وهذا الباب في جواز الادغام كائن (بخلاف باب) ما عينه ولامه واوان من «فعل» بالكسر نحو : (قوي) ، فلا يقال : قوّ ـ بالتشديد ـ ، (لأنّ الاعلال) فيه بقلب الواو الثانية ياء(قبل الادغام) ، لأن سبب الادغام وهو اجتماع المثلين مجوز للادغام في باب «فعل» بالكسر من اللفيف المقرون ، بدليل كثرة الاظهار في حيي ، وهو مع ذلك تصرف في الوسط ، وسبب الاعلال المذكور موجب لوجوب قلب الواو ياء
__________________
(١) البيت لأبي حزابة التميمي ، شاعر من شعراء الدولة الأموية ، وقيل : لغيره ، الكهمس : الأسد ، وله معان أخر ، وأبو قبيلة من العرب وهو المراد ههنا. والأعصر : جمع العصر ، يعني : كنّا حسبناهم في غاية الشجاعة حتّى انّا حسبناهم أنهم فوارس هذه القبيلة المعروفين بالشجاعة حيوا بعد موتهم أعصرا من الدهر ، والاستشهاد في قوله : (حيوا) بتخفيف الياء مضمومة على لغة من قال في الماضي حيي بالفك مثلما تقول : رضوا في رضي.