قد وردت من أمكنه |
|
من ههنا ومن هنه (١) |
إن لم تردها فمه |
أي وردت الإبل من أمكنة مختلفة فان لم تردها إلى موضعها فما تصنع ، وقيل : يحتمل ان يكون الألف محذوفة من ما الاستفهامية وان لم تكن مجرورة ويكون الهاء للسكت ـ وقفا ـ.
وجوز بعضهم : كون «مه» زجرا للمخاطب أي اكفف فليس فيه استفهام ولا ابدال.
(و) كذلك ابدال الهاء من الألف شاذ(في) قولهم : (يا هناه) في النداء بمعنى : ياهن ، والهن : كلمة كناية معناها الشيء ، والتعبير به عن المنادي للتحقير ، ويأتي فيه التلطف كما في التصغير ، وابدال الهاء من الألف في هنا انّما هو (على رأي) اختاره جماعة من البصريين ، وقالوا : الأصل فيه هنا وـ بالواو ـ على «فعال» كما انّ الأصل في الهن : هنو على «فعل» ثمّ قلبت المتطرفة فيه بعد الألف ألفا فاجتمعت ألفان ، وكان القياس قلب الأخيرة همزة كما في كساء لكنّه يلتبس «بفعال» من التهنية من هناء ـ بالهمزة ـ فقلبت هناء ، لمناسبتها للهمزة الّتي هي القياس في المخرج ، وقال بعض البصريين : انّها قلبت همزة على القياس ثمّ قلبت الهمزة هاء لدفع الالتباس فالهاء مبدلة عن الهمزة عن الألف.
وهي على قول الفرقين مبدلة واقعة موقع أصلي هو الجزء الأخير من الكلمة ، وتمسكوا ذلك ثبوتها في الوصل ومجيء ضمّها في السعة كالضم في يا رجل فليست للسكت ، فهي امّا أصلية أو مبدلة واقعة موقع أصلي ، لأنها لا تزاد لغير السكت في الآخر.
__________________
(١) البيت قائله مجهول. ومعناه واضح. والشاهد في : «مه» ويصلح لأن يكون شاهدا «لهنه» أيضا حيث أبدل الألف هاء للوقف وأصله : هنا.