الى قسيم الدولة صاحب حلب ، شرع في الجمع والاحتشاد ، والتأهب لدفعه والاستعداد ، وأجمع على لقائه ، وانتهى الخبر الى تاج الدولة بذاك ، ووصول بزان صاحب الرها إليه في عسكره ، لإسعاده عليه ، وانجاده ، وكذلك وصول كربوقا صاحب الموصل ويوسف [بن آبق](١) صاحب الرحبة في ألفين وخمسمائة فارس ، وحصول الجميع في حلب لمعونته ومؤازرته ، فرحل من منزله بكفر حمار (٢) الى الحانوتة ، ثم منها الى الناعورة ، وغارت الخيل على المواشي بها ، وأحرقوا بعض زرعها ، ورحل منها إلى ناحية الوادي [وادي بزاعا](٣) ورحل قسيم الدولة في جمعه من العسكر ، وتقديره نحو من عشرين ألفا ، وزيادة على ذلك ، لكنهم (٤) في أحسن زي وهيئة ، وأتم آلة وعدة وقطع سواقي نهر سبعين (٥) قاصدا عسكر تاج الدولة ، وكان بروزه من حلب في يوم الجمعة الثامن من جمادى
__________________
(١) أضيف ما بين الحاصرتين توضيحا. انظر مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
(٢) كذا في الأصل ، ولم أجد هذا الموقع في أي من المصادر الجغرافية على كثرتها ، هذا ولاحظت في ترجمة آق سنقر في بغية الطلب أن ابن العديم ينقل رواية مطابقة لرواية ابن القلانسي مع فرق ببعض التفاصيل فقط ، ولم يذكر ابن العديم هذا الموقع ، ونقل ابن العديم عدة روايات حول المعركة بين تتش وآق سنقر وناقش متون بعض الروايات وانتهى إلى القول بأن المعركة كانت بموقع اسمه «كارس» من أرض نقرة بني أسد قرب نهر اسمه سبعين. انظر مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٠ ـ ٢٧٥. الباهر في الدولة الأتابكية. ط. القاهرة ١٩٦٣ : ١٥.
(٣) زيد ما بين الحاصرتين من رواية ابن العديم ـ انظر الحاشية السابقة ـ مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٧٢.
(٤) كذا في الأصل ، ويحتمل أنها تصحيف صوابه «كلهم».
(٥) في الأصل «سفيان» وهي تصحيف صوابه ما أثبتنا ، وقال ابن العديم أن سبعين «قرية من قرى حلب من نقرة بني أسد على نهر الذهب» وعلى هذا فالنهر هو نهر الذهب الذي يصب بمملحة الجبول ، والموقع هو قرية سبعين حيث تمر بعض سواقي هذا النهر. مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٧١.