وفيها توفي الشريف نسيب الدولة أبو القاسم علي بن ابراهيم بن العباس ابن الحسن الحسيني ، رحمهالله ، في ليلة الأحد الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر ، ودفن بعد صلاة الظهر في التربة الفخرية بدمشق (١) (١٠٥ و).
وفي هذه السنة حدثت زلزلة بالشام عظيمة ، وارتجت لها الأرض ، وأشفق الناس ، وسكنت لها النفوس بعد الوجيب والقلق ، وقرت القلوب بعد الانزعاج والفرق.
وفي هذه السنة نزل الأمير نجم الدين ايل غازي بن أرتق على حمص ، وفيها خيرخان بن قراجا ، وكان عادة نجم الدين إذا شرب الخمر ، وتمكن منه أقام منه عدة أيام مخمورا ، لا يفيق لتدبير ، ولا يستأمر في أمر ولا تقرير ، وقد عرف خيرخان منه هذه العادة المستبشعة ، والغفلة المستبدعة ، فحين عرف أنه على تلك القضية ، خرج من قلعة حمص في رجاله ، وكبسه في مخيمه ، وانتهز الفرصة فيه ، وقبض عليه ، وحمله إلى حمص ، وذلك في شعبان منها ، وضاق صدر ظهير الدين أتابك لما انتهى الخبر بذلك إليه ، وكاتب خيرخان بالإنكار عليه ، والاكبار لما أجرى عليه ، وتغيرت نيته فيه ، وأقام أياما في اعتقاله إلى أن أطلقه ، وخلى سبيله.
وفيها وردت الأخبار من ناحية الأفرنج بهلاك ملكهم بغدوين بعلة هجمت عليه ، مع انتقاض جرح كان أصابه في الوقعة الكائنة بينه وبين المصريين ، فهلك بها ، وقام مقامه من بعده من ارتضى به (٢).
__________________
(١) ترجم له سبط ابن الجوزي بين وفيات سنة ٥٠٩ : ١ / ٥٤ ـ ٥٥ ، ونقل عن ابن عساكر قوله : «وكانت له جنازة عظيمة ودفن بالباب الصغير».
(٢) كذا ، وهذا التاريخ مبكر ، فوفاته كانت سنة ٥١٢ ه / ١١١٨ م ، وسيذكره المؤلف ثانية في أخبار سنة / ٥١٢ / وبعدما توفي خلفه بلدوين الثاني صاحب الرها. انظر حول هذا كله تاريخ وليم الصوري ـ بالانكليزية : ١ / ٥١٤ ـ ٥٢٢. الكامل لابن الأثير : ٨ / ٢٨٤.