وفي صفر منها توجه عائدا إلى مدينة أصفهان.
وفي صفر ورد الخبر من ناحية حلب أن أبا الفضل بن الموصول وزير الملك رضوان توفي بحلب في الشهر ، وكان حسن الطريقة يميل الى فعل الخير و [يسكت](١) عن قصد الشر.
وفيها جاء سيل عظيم حتى دخل الى ربض قلعة جعبر ، فغرق أكثر دورها ومساكنها ، وهدمها واخرج منها فرسا حمله من الربض حتى رمى به من أعلى السور في الفرات ، وقيل إن عدة الدور الهالكة بهذا السيل الجارف ثمانمائة مكان.
وقيل إن الأمير نجم الدين بن أرتق خرج من حلب في عسكره ، وقطع الفرات ، وصادف الأفرنج ، فلم يلقوه فأتلف ما ظفر به في أعمالهم ، وعاد منكفئا إلى الفنيدق ، بظاهر حلب.
وفي هذه السنة وصل الأصطول المصري الى صور ، وهو مشحن بالرجالة البحرية ، وطائفة من العساكر ، وفي نفس الوالي ، العمل على الأمير سيف الدولة مسعود ، الوالي بصور من قبل الأمير ظهير الدين أتابك ، فلما خرج للسلام على والي الأصطول ، سألوه النزول فلما حصل في مركب المقدم ، اعتقله وتمت عليه المكيدة ، وحصل البلد في أيديهم ، ولما أقلع الأصطول ، ووصل الى مصر ، وفيه الأمير مسعود ، أكرم وأنزل في دار ، وأطلع له ما يحتاج إليه ، والسبب كان في هذا التدبير أن شكاوي أهل صور تتابعت (١١٣ ظ) الى الآمر بأحكام الله ، فاقتضت الآراء التدبير عليه ، وإزالة ما كان من الولاية إليه ، وكانت عاقبة خروجه منها ، وسوء التدبير فيها ، خروجها الى الأفرنج ، وحصولها في ملكتهم.
__________________
(١) أضيف ما بين الحاصرتين من مرآة الزمان : ١ / ١١١ كيما يستقيم السياق.