بهجة الملك أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل ، بمرض صعب ، كان فيه قضاء نحبه ، وانتقاله إلى رحمة ربه ، وهو من جلالة القدر ، وجميل الذكر على الطريقة المرضية المشهورة ، والسجية المستحسنة المشكورة.
وفيها ورد الخبر بظهور صاحب أنطاكية إلى ناحية بزاعة ، وأن الأمير سوار ، النائب في حفظ حلب ثناه عنها وحال بينه وبينها (١).
وفيها وردت الأخبار بظهور متملك الروم الى الثغور دفعة ثانية بعد أولى ، وبرز إليه صاحب أنطاكية ، وخدمه وأصلح أمره معه ، وطيب نفسه ، وعاد عنه الى أنطاكية (٢).
وفيها وردت الأخبار بأن الأمير عماد الدين أتابك ، استوزر الأجل أبا الرضا ولد أخي جلال الدين بن صدقة ، وزير الخليفة ، وفيها ورد الخبر بأن الأمير عماد الدين أتابك افتتح قلعة أشب (٣) ، المشهورة بالمنعة والحصانة.
وفي شهر رمضان منها ورد الخبر بموت متملك الروم.
وفيها توفي القاضي المنتجب أبو المعالي محمد بن يحيى ، في يوم الأربعاء النصف من شهر ربيع الأول منها ، ودفن بمسجد القدم رحمهالله ، وتولى بعده القضاء ولده القاضي أبو الحسن علي بن محمد القرشي ، وكتب له منشور القضاء من قاضي القضاة ببغداد.
__________________
(١) انظر زبدة الحلب : ٢ / ٢٧٧.
(٢) ذكر المؤرخ السرياني المجهول أن الامبراطور وصل الى طرسوس ، ومعه جيش كبير ، وأخذ يعد الترتيبات لغزاة كبرى في سورية ، وأثناء ذلك خرج الى الصيد فأصيب ذراعه بجراح سبب له تورما شديدا دعا الى وفاته بعد أيام ، وقد قاد هذا الى عودة الجيش الى القسطنطينية.
(٣) جاء في الكامل لابن الأثير : ٩ / ٥ ـ ٦ : في هذه السنة ـ ٥٣٧ ه ـ أرسل أتابك زنكي جيشا الى قلعة أشب ، وكانت أعظم حصون الأكراد الهكارية ، وأمنعها ، وبها أموالهم وأهلهم ، فحصروها وضيقوا على من بها فملكوها ، فأمر باخرابها وبناء القلعة المعروفة بالعمادية عوضا عنها.