صرخد بالإفساد والإخراب والمضايقة لها ، ورحلوا بعد ذلك إلى غيرها للإفساد ، ومنع الفلاحين من الزرع.
وفي يوم الاثنين السابع عشر من رجب من السنة توفي القاضي بهاء الدين عبد الملك بن الفقيه عبد الوهاب الحنبلي رحمهالله ، وكان إماما فاضلا مناظرا مستقلا مفتيا على مذهب الامامين أحمد وأبي حنيفة ، رحمهماالله ، بحكم ما كان عليه عند إقامته بخراسان لطلب العلم والتقدم وكان (يعرف) (١) اللسان بالعربية والفارسية ، حسن الحديث في الجد والهزل ، وكان له يوم دفنه في جوار أبيه وجده في مقابر الشهداء (٢) رحمهماالله ، مشهود بكثرة العالم والباكين حول سريره ، والمؤبنين له والمتأسفين عليه (١٦٩ و).
وتوفي أيضا عقيب وفاته الشريف القاضي النقيب أبو الحسين ، فخر الدولة بن القاضي بن أبي الجن رحمهالله ، في يوم الخميس العشرين من رجب ، من السنة ، ودفن في مقابر فخر الدولة جده رحمهالله ، وتفجع الناس له ، لخيريته وشرف بيته.
وفي رجب من السنة وردت الأخبار من ناحية نور الدين بظفره بعسكر الأفرنج النازلين بإزائه قريبا من تل باشر ، وعظم النكاية فيهم ، والفتك بهم ، وامتلأت الأيدي من غنائمهم وسبيهم ، واستيلائه على حصن (٣) [تل] خالد ، الذي كان مضايقه ومنازله.
__________________
(١) أضيف ما بين الحاصرتين من ذيل طبقات الحنابلة : ١ / ٢١٩ حيث نقل ابن رجب مادته عن ابن القلانسي.
(٢) أضاف ابن رجب الى هذا قوله : «يعني بالباب الصغير». المصدر السابق.
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين من زبدة الحلب : ٢ / ٣٠٢ حيث تحدث عن سقوط عدد من الحصون لنور الدين ، وفي معجم البلدان : «تل خالد ، قلعة من نواحي حلب».