نعوته التي بها يعرف ، وإليه تنسب فأنفذ إليّ كتابا قد كتب عن السلطان غياث الدنيا والدين أبي شجاع محمود بن محمد بن ممدود قسيم أمير المؤمنين في الطغراء ، وكتاب وزيره محمود بن سعد بن عبد الواحد مخلص أمير المؤمنين الى الملك العادل نور الدين ملك الشام ، وكلاهما ينطق بحسن صفاته ، واحترامه ، والوصية المؤكدة بإكرامه ووصفه بنعوته المكملة ، وهي : الأمير الإمام الأجل العالم المحترم الأخص ، الحميد الأعز ، نظام الدين ، عماد الاسلام ، تاج الملوك والسلاطين ، ملك الكلام ، بستان العالم ، أفصح العرب والعجم ، أعجوبة الدهر ، كريم الأطراف ، فخر الأسلاف ، افتخار ما وراء النهر ، تاج العراق ، سراج الحرمين ، مقتدى الأئمة ، مرتضى الخلافة ، رئيس الأصحاب شرقا وغربا ، مهذب الأئمة والأفاضل ذو المناقب والفضائل ، نادر الزمان ، نسيب خراسان ، أبو الحياة محمد بن أبي القاسم بن عمر البلخي ، (ووعظ) في جامع دمشق عدة أيام ، والناس يستحسنون وعظه ، ويستطرفون فنه ، وسلاطة لسانه ، وسرعة جوابه ، وحدة خاطره ، وصفاء حسه ، ونظمت في صفاته هذه الأبيات :
نظام الدين أفضل من رأينا |
|
من العلماء في عرب وعجم |
وأبهى منهم لفظا وخطا |
|
بحسن بلاغة وصفاء فهم (١٨٩ ظ) |
يفوق فصاحة قسا ويوفي |
|
عليه عند منثور ونظم |
إذا رام البديع من المعاني |
|
أتاه مسرعا كالغيث يهمي |
فليس له مجار في فنون |
|
حوى احسانها من كل علم |
إذا وعظ الامام سمعت وعظا |
|
يحط العصم من قال الأشم |
ويخرق حسن منطقه إذا ما |
|
تكرر حسنه سمع الاصم |
له الشرف الرفيع إذا تناهت |
|
مفاخرة الشراف يكل قرم |
وما ألفيت من يحظى بمدح |
|
سواه إذ مضى في المدح عزمي |