تباع ، فأبتاعك بملكي ، أو تفتدى وأفديك بولدي (٢٤ ظ) فهل من حاجة توصي بها يا يعقوب؟ فبكى وقبّل يده وتركها على عينه ، وقال : أما ما يخصني يا أمير المؤمنين فلا لأنك أرعى بحقي من أن أسترعيك إياه وأرأف على من أخلفه من أن أوصيك به ، لكني أنصح لك فيما يتعلق بدولتك ، قال : قل يا يعقوب فقولك مسموع ورأيك مقبول ، قال : سالم يا أمير المؤمنين الروم ما سالموك ، واقنع من الحمدانية بالدعوة والسكة ، ولا تبق على المفرج بن دغفل بن الجرّاح متى عرضت لك فيه فرصة ، وتوفي في ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة فأمر العزيز أن يدفن في داره بالقاهرة في قبة كان بناها لنفسه ، وحضر جنازته وصلى عليه وألحده بيده في قبره ، وانصرف عنه حزينا بفقده ، وأغلق الدواوين وعطّل الأعمال أياما [واستوزر أبا الحسن علي بن عمر العداس سنة ، ثم استوزر أبا الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات](١) بعده مديدة ، ثم صرفه وقلد عيسى بن نسطورس ، وكان نصرانيا من أقباط مصر ، وفيه جلادة وكفاية ، فضبط الأمور وجمع الأموال ووفّر كثيرا من الخراج ، ومال إلى النصارى فقلّدهم الأعمال والدواوين واطرح الكتّاب المتصرفين من المسلمين واستناب في الشام رجلا يهوديا يعرف بمنشا بن ابراهيم بن الغرار ، فسلك مسلكه في التوفر على اليهود ، وعيسى مع النصارى مثله ، واستولى أهل هاتين الملتين على الدولة ، فكتب رجل من أجلاد المسلمين رقعة وسلمها إلى امرأة وبذل لها بذلا على اعتراض العزيز ورفع الظلامة إليه وتسليمها إلى يده ، وكان مضمون الرقعة : «يا أمير المؤمنين بالذي أعز النصارى بعيسى بن نسطورس ، واليهود بمنشا بن الغرار ، وأذل المسلمين بك ألا نظرت في أمري» ، وكان العزيز على بغلة سريعة في المشي ، وإذا ركبها تدفقت كالموج
__________________
(١) أصاب النص سقط لم يتنبه له الناسخ ، وأضيف ما بين الحاصرتين من كتاب الاشارة إلى من نال الوزارة : ٢٤ ـ ٢٥. الوزارة والوزراء في العصر الفاطمي للدكتور محمد حمدي المناوي. ط القاهرة ١٩٧٠ : ٣٠٥.