ورشيقا (٢٦ و) غلامية في مائة غلام ، ووقع التطارد وكان الفارس من أصحاب سعد الدولة إذا عاد إليه وطعن وجرح خلع عليه وأحسن إليه ، وكان بكجور بضدّ ذلك بخلا ، وإذا عاد إليه رجل على هذه الحال أمر بأن يكتب اسمه لينظر مستأنفا في أمره ، وقد كان سعد الدولة كاتب العرب الذين مع بكجور وأمنهم وأرغبهم ووعدهم الاقطاعات الكثيرة والعطايا الفاضلة الفائضة وألا يؤاخذهم بالانحياز إلى بكجور والحصول معه ، فلما حصلت أماناته وتوقيعاته في أيديهم ، عطفوا على سواد بكجور فنهبوه ، وانصرفوا عنه واستأمنوا إلى سعد الدولة ، ونزلوا عليه ، ورأى بكجور ما تمّ عليه من تقاعد نزّال وغدر العرب وتأخر غلمان سعد الدولة الذين كانوا كاتبوه ووعدوه الانحياز إليه إذا عاينوه ، فاستدعى أبا الحسن كاتبه المعروف بابن المغربي (١) ، وقال له : غرّرتني وأوهمتني أن العزيز يجئني ويعاونني ، وأن العرب تخلص لي وتناصحني ، وأن العرب توافيني ويستأمنوا إليّ ، وما كان لشيء من ذلك حقيقة فما الرأي الآن ، فإن بإزائنا عسكرا عظيما لا طاقة لنا به؟ قال : صدقت أيها الأمير فيما قلته وو الله ما أردت غشّك ولا فارقت نصحك ، والصواب مع هذه الأسباب العارضة أن ترجع إلى الرقة وتكاتب العزيز بما عاملك به نزّال وتعاود استنجاده ، فإنه ينجدك ويستظهر في أمرك ، وكان في عسكر بكجور قائد من قواده يجري مجراه في التقدم يعرف بابن الخفّاني ، فقال له وقد سمع ما جرى بينه وبين ابن المغربي ، فقال : ما عندك فيما قاله وأشار به ، فقال له : هذا كاتبك يقول إذا جلس في دسته : الأقلام تنكّس الأعلام ، فإذا
__________________
(١) علي بن الحسين المغربي الكاتب ، من وجوه الدولة الفاطمية أيام الحاكم بأمر الله ، كان من أصحاب سيف الدولة الحمداني ، ترك مدينة حلب في أيام سعد الدولة بن سيف الدولة ، التحق بمصر سنة ٣٨١ ه ، فولي نظر الشام وتدبير الرجال والأموال سنة ٣٨٣ ، وصار من جلساء الحاكم ، ثم تغير عليه فقتله سنة ٤٠٠. ه / ١٠١٠ م. الاشارة إلى من نال الوزارة : ٤٧. زبدة الحلب : ١ / ١٨٨.