وأصلها الواو لأنها من السمو ، ثم قد يكون بينها وبين المفرد تاء تأنيث. قالوا : سماوة ، وتصح الواو إذ ذاك لأنها بنيت عليها الكلمة ، قال العجاج :
طيّ الليالي زلفا فزلفا |
|
سماوة الهلال حتى احقوقفا |
والسماء مؤنث ، وقد يذكر ، قال الشاعر :
فلو رفع السماء إليه قوما |
|
لحقنا بالسماء مع السحاب |
والجنس الذي ميز واحده بتاء ، يؤنثه الحجازيون ، ويذكره التميميون وأهل نجد ، وجمعهم لها على سموات ، وعلى اسمية ، وعلى سماء. قال : فوق سبع سمائنا شاذ لأنه ، أولا : اسم جنس فقياسه أن لا يجمع ، وثانيا : فجمعه بالألف والتاء ليس فيه شرط ما يجمع بهما قياسا ، وجمعه على أفعلة ليس مما ينقاس في المؤنث ، وعلى فعائل لا ينقاس في فعال.
الرعد ، قال ابن عباس ، ومجاهد ، وشهر بن حوشب ، وعكرمة : الرعد ملك يزجر السحاب بهذا الصوت ، وقال بعضهم : كلما خالفت سحابة صاح بها ، والرعد اسمه. وقال علي ، وعطاء ، وطاوس ، والخليل : صوت ملك يزجر السحاب. وروي هذا أيضا عن ابن عباس ، ومجاهد. وقال مجاهد : أيضا صوت ملك يسبح ، وقيل : ريح تختنق بين السماء والأرض. وروي عن ابن عباس : أنه ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت ، وقيل : اصطكاك الأجرام السحابية ، وهو قول أرباب الهيئة. والمعروف في اللغة : أنه اسم الصوت المسموع ، وقاله علي ، قال بعضهم : أكثر العلماء على أنه ملك ، والمسموع صوته يسبح ويزجر السحاب ، وقيل : الرعد صوت تحريك أجنحة الملائكة الموكلين بزجر السحاب. وتلخص من هذه النقول قولان : أحدهما : أن الرعد ملك ، الثاني : أنه صوت. قالوا : وسمي هذا الصوت رعدا لأنه يرعد سامعه ، ومنه رعدت الفرائص ، أي حركت وهزت كما تهزه الرعدة. واتسع فيه فقيل : أرعد ، أي هدد وأوعد لأنه ينشأ عن الإيعاد. والتهدد : ارتعاد الموعد والمهدد.
البرق : مخراف حديد بيد الملك يسوق به السحاب ، قاله علي ، أو أثر ضرب بذلك المخراف. وروي عن علي : أو سوط نور بيد الملك يزجرها به ، قاله ابن عباس ، أو ضرب ذلك السوط ، قاله ابن الأنباري وعزاه إلى ابن عباس. وروي نحوه عن مجاهد : أو ملك يتراءى. وروي عن ابن عباس أو الماء ، قاله قوم منهم أبو الجلد جيلان بن فروة البصري ،