وعلى الشيخ علاء الدين علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب الباجي ، في مختصره الذي اختصره من كتاب المحصول ، وعلى الشيخ شمس الدين محمد بن محمود الأصبهاني ، صاحب شرح المحصول ، بحثت عليه في كتاب القواعد ، من تأليفه ، رحمهالله تعالى.
الوجه السادس ـ الكلام فيما يجوز على الله تعالى ، وما يجب له ، وما يستحيل عليه ، والنظر في النبوة : ويختص هذا الوجه بالآيات التي تضمنت النظر في الباري تعالى ، وفي الأنبياء ، وإعجاز القرآن ، ويؤخذ هذا من علم الكلام. وقد صنف علماء الإسلام من سائر الطوائف في هذا كتبا كثيرة ، وهو علم صعب ، إذ المزلة فيه ، والعياذ بالله ، مفض إلى الخسران في الدنيا والآخرة ، وقد سمعت منه مسائل تبحث على الشيخ شمس الدين الأصفهاني وغيره.
الوجه السابع ـ اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص ، أو تغيير حركة ، أو إتيان بلفظ بدل لفظ ، وذلك بتواتر وآحاد : ويؤخذ هذا الوجه من علم القراءات. وقد صنف علماؤنا في ذلك كتبا لا تكاد تحصى ، وأحسن الموضوعات في القراءات السبع كتاب الإقناع لأبي جعفر بن الباذش ، وفي القراءات العشرة كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري. وقد قرأت القرآن بقراءة السبعة ، بجزيرة الأندلس ، على الخطيب أبي جعفر أحمد بن علي بن محمد الرعيني ، عرف بابن الطباع ، بغرناطة ، وعلى الخطيب أبي محمد عبد الحق بن علي بن عبد الله الأنصاري الوادي تشبتي ، بمطحشارش ، من حضرة غرناطة ، وعلى غيرهما بالأندلس. وقرأت القرآن بالقراءات الثمان ، بثغر الاسكندرية ، على الشيخ الصالح رشيد الدين أبي محمد عبد النصير بن علي بن يحيى الهمداني ، عرف بابن المربوطي.
وقرأت القرآن بالقراءات السبعة ، بمصر ، حرسها الله تعالى ، على الشيخ المسند العدل فخر الدين أبي الطاهر إسماعيل بن هبة الله بن علي المليجي ، وأنشأت في هذا العلم كتاب عقد اللآلي ، قصيدا في عروض قصيد الشاطبي ، ورويه يشتمل على ألف بيت وأربعة وأربعين بيتا ، صرحت فيها بأسامي القراء من غير رمز ولا لغز ولا حوشى لغة ، وأنشأته من كتب تسعة ، كما قلت :
تنظم هذا العقد من در تسعة |
|
من الكتب فالتيسير عنوانه انجلا |
بكاف لتجريد وهاد لتبصره |
|
وإقناع تلخيصين أضحى مكملا |
جنيت له أنسى لفظ لطيفة |
|
وجانبت وحشيا كثيفا معقلا |