شدّه الله وأتقن خلقه. وقيل : أسرى بالليل مهاجرا إلى الله تعالى فسمي بذلك. وقيل : أسر جنيا كان يطفىء سرج بيت المقدس ، وكان اسم الجني : إيل ، فسمي إسرائيل ، وكان يخدم بيت المقدس ، وكان أول من يدخل ، وآخر من يخرج ، قاله كعب. وقيل : أسرى بالليل هاربا من أخيه عيصو إلى خاله ، في حكاية طويلة ذكروها ، فأطلق ذلك عليه. وهذه أقاويل ضعاف ، وفيه تصرفات للعرب بقوله : إسرائيل بهمزة بعد الألف وياء بعدها ، وهي قراءة الجمهور. وإسراييل بياءين بعد الألف ، وهي قراءة أبي جعفر والأعشى وعيسى بن عمر. وإسرائيل بهمزة بعد الألف ثم لام ، وهو مروي عن ورش. وإسراءل بهمزة مفتوحة بعد الراء ولام ، وإسرئل بهمزة مكسورة بعد الراء ، وإسرال بألف ممالة بعدها لام خفيفة ، واسرال بألف غير ممالة ، قال أمية :
لا أرى من يعيشني في حياتي |
|
غير نفسي إلا بني إسرالا |
وهي رواية خارجة عن نافع ، وقرأ الحسن والزهري وابن أبي إسحاق وغيرهم :
وإسرائين بنون بدل اللام ، قال الشاعر :
يقول أهل السوء لما جينا |
|
هذا ورب البيت إسرائينا |
كما قالوا : سجيل ، وسجين ، ورفلّ ، ورفنّ ، وجبريل ، وجبرين ، أبدلت بالنون كما أبدلت النون بها في أصيلان قالوا : أصيلال ، وإذا جمعته جمع تكسير قلت : أساريل ، وحكي : أسارلة وأسارل. الذكر : بكسر الذال وضمها لغتان بمعنى واحد ، وقال الكسائي : يكون باللسان ، والذكر بالقلب فبالكسر ضده : الصمت ، وبالضم ضده : النسيان ، وهو بمعنى التيقظ والتنبه ، ويقال : اجعله منك على ذكر. النعمة : اسم للشيء المنعم به ، وكثيرا ما يجيء فعل بمعنى المفعول : كالذبح ، والنقض ، والرعي ، والطحن ، ومع ذلك لا ينقاس. أوفى ، ووفى ، ووفى : لغى ثلاث في معنى واحد ، وتأتي أوفى بمعنى : ارتفع ، قال :
ربما أوفيت في علم |
|
ترفعن ثوبي شمالات |
والميفات : مكان مرتفع ، وقال الفراء : أهل الحجاز يقولون : أوفيت ، وأهل نجد يقولون : وفيت بغير ألف ، وقال الزجاج : وفى بالعهد ، وأوفى به ، قال الشاعر :
أما ابن طوق فقد أوفى بذمته |
|
كما وفى بقلاص النجم حاديها |
وقال ابن قتيبة : يقال وفيت بالعهد ، وأوفيت به ، وأوفيت الكيل لا غير. وقال أبو الهيثم. وفي الشيء : تم ، ووفى الكيل وأوفيته : أتممته ، ووفى ريش الطائر : بلغ التمام ،