الفارسي والسيرافي من أنه بناء أصلي على حده هو الصحيح ، بدليل ما حكاه أبو زيد وهو : تخذ يتخذ تخذا ، قال الشاعر :
ولا تكثرن اتخذ العشار فإنها |
|
تريد مباآت فسيحا بناؤها |
وذكر المهدوي في شرح الهداية : أن الأصل واو مبدلة من همزة ، ثم قلبت الواو تاء وأدغمت في التاء ، فصار في اتخذ أقوال : أحدها : التاء الأولى أصل. الثاني : أنها بدل من واو أصلية. الثالث : أنها بدل من تاء أبدلت من همزة. الرابع : أنها بدل من واو أبدلت من همزة ، واتخذ تارة يتعدى لواحد ، وذلك نحو قوله تعالى : (اتَّخَذَتْ بَيْتاً) (١) ، وتارة لاثنين نحو قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) (٢) : بمعنى صير. العجل : معروف ، وهو ولد البقرة الصغير الذكر. بعد : ظرف زمان ، وأصله الوصف ، كقبل ، وحكمه حكمه في كونه يبنى على الضم إذا قطع عن الإضافة إلى معرفة ، ويعرب بحركتين ، فإذا قلت : جئت بعد زيد ، فالتقدير : جئت زمانا بعد زمان مجيء زيد ، ولا يحفظ جرّه إلا بمن وحدها. عفا : بمعنى كثر ، فلا يتعدى حتى عفوا ، وقالوا : وبمعنى درس ، فيكون لازما متعديا نحو : عفت الديار ، ونحو : عفاها الريح ، وعفى عن زيد : لم يؤاخذه بجريمته ، واعفوا عن اللحى ، أي اتركوها ولا تأخذوا منها شيئا ، ورجل عفوّ ، والجمع عفو على فعل بإسكان العين ، وهو جمع شاذ ، والعفاء : الشعر الكثير ، قال الشاعر :
عليه من عقيقته عفاء
ويقال في الدعاء على الشخص : عليه العفاء ، قال :
على آثار من ذهب العفاء
يريد الدروس ، وتأتي عفا : بمعنى سهل من قولهم : خذ ما عفا وصفا ، وأخذت عفوه : أي ما سهل عليه ، (ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) (٣) : أي الفضل الذي يسهل إعطاؤه ، ومنه : خذ العفو ، وأي السهل على أحد الأقوال ، والعافية : الحالة السهلة السمحة. الشكر : الثناء على إسداء النعم ، وفعله : شكر يشكر شكرا وشكورا ، ويتعدى لواحد تارة بنفسه وتارة بحرف جر ، وهو من ألفاظ مسموعة تحفظ ولا يقاس عليها ، وهو قسم برأسه ، تارة يتعدى بنفسه وتارة بحرف جر على حد سواء ، خلافا لمن زعم استحالة ذلك. وكان
__________________
(١) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤١.
(٢) سورة الجاثية : ٤٥ / ٢٣.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢١٩.