منع نصرانا الصرف ضرورة ، وهو مصروف لأن مؤنثه على نصرانه. قال سيبويه : إلا أنه لا يستعمل في الكلام إلا بياء النسب ، فيكون : كلحيان ولحياني وكأحمري. وقال الخليل : واحد النصارى نصرى ، كمهرى ومهاري. قيل : وهو منسوب إلى نصرة ، قرية نزل بها عيسى. وقال قتادة : نسبوا إلى ناصرة ، وهي قرية نزلوها. فعلى هذا يكون من تغييرات النسب. والصابئين : الصائبون ، قيل : الخارجون من دين مشهور إلى غيره ، من صبوء السن والنجم ، يقال : صبأت النجوم : طلعت ، وصبأت ثنية الغلام : خرجت ، وصبأت على القوم بمعنى : طرأت ، قال :
إذا صبأت هوادي الخيل عنا |
|
حسبت بنحرها شرق البعير |
ومن قرأ بغير همز فسنتكلم على قراءته. قال الحسن والسدي : هم بين اليهود والمجوس. وقال قتادة والكلبي : هم بين اليهود والنصارى ، يحلقون أوساط رؤوسهم ويجبون مذاكيرهم. وقال الخليل : هم أشباه النصارى ، قبلتهم مهب الجنوب ، يقرون بنوح ، ويقرؤون الزبور ، ويعبدون الملائكة. وقال عبد العزيز بن يحيى : لا عين منهم ولا أثر. وقال المغربي ، عن الصابي صاحب الرسائل : هم قريب من المعتزلة ، يقولون بتدبير الكواكب. وقال مجاهد : هم قوم لا دين لهم ، ليسوا بيهود ولا نصارى. قال ابن أبي نجيح : قوم تركب دينهم بين اليهودية والمجوسية ، لا تؤكل ذبائحهم. وقال ابن زيد : قوم يقولون لا إله إلا الله ، وليس لهم عمل ولا كتاب ، كانوا بالجزيرة والموصل. وروي عن الحسن وقتادة أيضا أنهم قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون الخمس للقبلة ، ويقرؤون الزبور ، رآهم زياد بن أبي سفيان ، فأراد وضع الجزية عنهم حتى عرف أنهم يعبدون الملائكة. وقال ابن عباس : هم قوم من اليهود والنصارى ، لا تحل مناكحتهم ولا تؤكل ذبائحهم. وقال أبو العالية : قوم من أهل الكتاب ، ذبائحهم كذبائح أهل الكتاب ، يقرؤون الزبور ، ويخالفونهم في بقية أفعالهم. وقال الحسن والحكم : قوم كالمجوس. وقيل : قوم موحدون يعتقدون تأثير النجوم ، وأنها فعالة. وأفتى أبو سعيد الأصطخري القادر بالله حين سأله عنهم بكفرهم. وقيل : قوم يعبدون الكواكب ، ثم لهم قولان : أحدهما : أن خالق العالم هو الله ، إلا أنه أمر بتعظيم الكواكب واتخاذها قبلة للصلاة والتعظيم والدعاء. الثاني : أنه تعالى خالق الأفلاك والكواكب ، ثم إن الكواكب هي المدبرة لما في هذا العالم من الخير والشر والصحة والمرض ، فيجب على البشر تعظيمها لأنها هي الآلهة المدبرة لهذا العالم ، ثم إنها تعبد الله ، وهذا المذهب هو المنسوب للذين جاءهم إبراهيم عليهالسلام رادا عليهم.