١ ـ إني ابتدئ أولا بالكلام عن مفردات الآية التي أفسر لفظة لفظة فيما يحتاج فيه إلى اللغة والأحكام النحوية التي لتلك اللفظة قبل التركيب ... فإذا كان للكلمة معنيان أو معان ذكر ذلك في أول موضع من تلك الكلمة ، لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في كل موضع تقع فيه فتحمل عليه ، ويحيل ما يذكره من القواعد النحوية على كتب النحو.
٢ ـ ثم يشرع في تفسير الآية ذاكرا سبب نزولها إذا كان لها سبب ، ونسخها ومناسباتها وارتباطها بما قبلها.
٣ ـ ولا يبخل عليها بما فيها من قراءات فيحشد منها شاذها ومستعملها ، ويذكر أقاويل السلف والخلف في فهم معانيها.
٤ ـ وهو العالم في العربية وخبير الاعراب ، فيشرح بيان ما فيها من غوامض الاعراب ، ودقائق الآداب من بديع وبيان ، محيلا في أكثر الأحيان على الموضع الذي تكلم فيه عن تلك اللفظة أو الجملة أو الآية مبتعدا في الاعراب عن الوجوه التي تنزه القرآن عنها ، مبينا أنه ينبغي أن تحمل على أحسن اعراب وأحسن تركيب ، فكلام الله تعالى أفصح الكلام.
٥ ـ وينقل أقاويل الفقهاء الأربعة وغيرهم في الأحكام الشرعية بما فيه تعلقه باللفظ القرآني ، محيلا كل ذلك على الدلائل في كتب الفقه.
وهكذا لم يترك شاردة ولا واردة إلا بيّنها جلية واضحة ومن الصعب الإحاطة بخصائص هذا التفسير العظيم في هذه السطور المتواضعة غير أننا سنترك للقارىء العزيز أن يكتشف بنفسه خلال دراسته ومطالعته عجائب هذا التفسير وغرائبه ومصنفه العالم البحر أبي حيان رحمهالله.
عمل دار الفكر
كان اعتمادنا في إخراج هذه الطبعة للكتاب على النسخة الوحيدة المطبوعة له منذ ما يقارب المائة عام ، وقد توخينا في إخراجنا لهذا التفسير البحر بثوبه الجديد ، كما قدمنا ، أن نضعه امام العالم والدارس والطالب صحيحا سليما سهل التناول ، وقد رعينا من أجل ذلك ما يلي :
١ ـ إدخال الآيات المفسرة من المصحف دفعا لأي خطأ في التصحيح أو التباس في النسخ ، ومن ناحية ثانية يكون أمام القارئ مصحف كامل مع تفسير شامل.
٢ ـ راعينا قواعد التبويب وذلك بتحديد الفقرات والمقاطع والبدايات المناسبة لموضوع الآية أو لموضوع مجموعة الآيات المفسرة في السورة الواحدة مع التنسيق الكامل بينها وبين الشرح.