مصروفا. الحضور : الشهود ، تقول منه : حضر بفتح العين ، وفي المضارع : يحضر بضمها ، ويقال : حضر بكسر العين ، وقياس المضارع أن يفتح فيه فيقال : يحضر ، لكن العرب استغنت فيه بمضارع فعل المفتوح العين فقالت : حضر يحضر بالضم ، وهي ألفاظ شذت فيها العرب ، فجاء مضارع فعل المكسور العين على يفعل بضمها ، قالوا : نعم ينعم ، وفضل يفضل ، وحضر يحضر ، ومت تموت ، ودمت تدوم ، وكل هذه جاء فيها فعل بفتح العين ، فلذلك استغنى بمضارعه عن مضارع فعل ، كما استغنت فيه بيفعل بكسر العين عن يفعل بفتحها. قالوا : ضللت بكسر العين ، تضل بالكسر ، لأنه يجوز فيه ضللت بفتح العين.
إسحاق : اسم أعجمي لا ينصرف للعلمية والعجمة الشخصية ، وإسحاق : مصدر أسحق ، ولو سميت به لكان مصروفا ، وقالوا في الجمع : أساحقة وأساحيق ، وفي جمع يعقوب : يعاقبة ويعاقيب ، وفي جمع إسرائيل ، أسارلة. وجوز الكوفيون في إبراهيم وإسماعيل : براهمة وسماعلة ، والهاء بدل من الياء كما في زنادقة وزناديق. وقال أبو العباس : هذا الجمع خطأ ، لأن الهمزة ليست زائدة ، والجمع : أباره وأسامع ، ويجوز : أباريه وأساميع ، والوجه أن يجمع هذه جمع السلامة فيقال : إبراهيمون ، وإسماعيلون ، وإسحاقون ، ويعقوبون. وحكى الكوفيون أيضا : براهم ، وسماعل ، وإسحاق ، ويعاقب ، بغير ياء ولا هاء. وقال الخليل وسيبويه : براهيم ، وسماعيل. ردّ أبو العباس على من أسقط الهمزة ، لأن هذا ليس موضع زيادتها. وأجاز ثعلب : براه ، كما يقال في التصغير : بريه. وقال أبو جعفر : الصفار : أما إسرائيل ، فلا نعلم أحدا يجيز حذف الهمزة من أوله ، وإنما يقال : أساريل. وحكى الكوفيون : أسارلة وأسارل. انتهى. وقد تقدّم لنا الكلام في شيء من نحو جمع هذه الأشياء ، واستوفي النقل هنا. الحنف : لغة الميل ، وبه سمي الأحنف لميل كان في إحدى قدميه عن الأخرى ، قال الشاعر :
والله لو لا حنف في رجله |
|
ما كان في صبيانكم من مثله |
وقال ابن قتيبة : الحنف الاستقامة ، وسمي الأحنف على سبيل التفاؤل ، كما سمي اللديغ سليما. وقال القفال : الحنف لقب لمن دان بالإسلام كسائر ألقاب الديانات. وقال عمر :
حمدت الله حين هدى فؤادي |
|
إلى الإسلام والدين الحنيفي |