٢ ـ المشاكل بين الأوس والخزرج :
لقد كانت ثمة حروب هائلة بين الأوس والخزرج ، كانت آخرها وقعة بعاث التي انتصرت فيها قبيلة الأوس ، حينما كان الهاشميون والنبي «صلى الله عليه وآله» محصورين في شعب أبي طالب.
وكانت الحالة بين القبيلتين صعبة للغاية ، حتى ليذكرون : أنهم ما كانوا يضعون السلاح لا في الليل ولا في النهار (١) مما يعني أنهم يعانون من أقسى الحالات التي يمكن أن يواجهها من يملك إمكانات معيشية محدودة مثلهم.
وحتى لقد كان واضحا : أنهم كانوا يتطلعون بشوق إلى الخروج من هذه الحالة المأساة.
ويأملون في وصل الحبال المقطوعة فيما بينهم ، كما عبر عنه أسعد بن زرارة ، الذي كان يعمل من أجل عقد حلف مع عتبة بن ربيعة ضد الأوس.
فأهل المدينة إذا قد ذاقوا مرارة الانحراف والظلم ، وهم يريدون المنقذ الحقيقي لهم ، وقد وجدوه في نبي الإسلام الأعظم «صلى الله عليه وآله» الذي جاءهم بتعاليم الشريعة السهلة السمحاء.
ولذلك فقد قالوا لرسول الله «صلى الله عليه وآله» : «نرجع إلى قومنا ، ونخبرهم بالذي كلمتنا به ، فما أرغبنا فيك.
إنا قد تركنا قومنا على خلاف فيما بينهم ، لا نعلم حيا من العرب بينهم من العداوة ما بينهم ، وسنرجع إليهم بالذي سمعنا منك ، لعل الله يقبل
__________________
(١) البحار ج ١٩ ص ٨ و ٩ و ١٠ وإعلام الورى ص ٥٥.