مال إلا نهب ، ولا إنسان إلا أخذ ؛ فلما رأوا عجزهم اجتمعوا وأرسلوا الخ .. (١).
٥ ـ الإسلام دين الفطرة :
إننا نلاحظ ، أن أهل الطائف قد خافوا على أحداثهم من دعوة النبي «صلى الله عليه وآله» ، رغم أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يقم بينهم سوى فترة قصيرة جدا.
الأمر الذي يؤكد على أن الإسلام كان يجد سبيله بيسر وسهولة إلى العقول الصافية والنفوس البريئة وينسجم مع الفطرة السليمة ، التي لم تتلوث بعد بالمفاهيم المنحرفة ، ولم تطغ عليها عوامل المصالح الشخصية ، والعواطف القبلية ، وغير ذلك.
وكيف لا يجد سبيله إليها بيسر ، وهو الدين القائم على الدليل والبرهان العقلي ، والمنسجم مع الفطرة ، وهو دين الضمير والوجدان الحي.
ومن هنا ، فإننا نلاحظ : أنهم لم يمكنهم الرد عليه ومناقشته ، بل طلبوا منه أن يخرج من بينهم ، وحاولوا أن يشوهوا صورته في أذهان أولئك الذين استمعوا إليه ـ وفي أذهان الصغار الذين أغروهم به «صلى الله عليه وآله» والذين يمكن أن تؤثر فيهم دعوته ـ بما استعملوه ضده من أساليب غير منطقية ، وإنما تتميز بالإهانة والأذى ، ثم السخرية والاستهزاء الجارح والمهين.
__________________
(١) راجع : الكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٨٣ وراجع أيضا : السيرة النبوية لدحلان ج ٣ ص ٩ مطبوع بهامش الحلبية والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٨٣ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٣٥.