مبيت علي عليه السّلام ، وهجرة النبي صلّى الله عليه وآله :
ويقول المؤرخون : إن أولئك القوم الذين انتدبتهم قريش ، اجتمعوا على باب النبي «صلى الله عليه وآله» ، ـ وهو باب عبد المطلب على ما في بعض الروايات (١) ـ يرصدونه ، يريدون بياته.
وفيهم : الحكم بن أبي العاص ، وعقبة بن أبي معيط ، والنضر بن الحارث ، وأمية بن خلف وزمعة بن الأسود وأبو لهب وأبو جهل وأبو الغيطلة وطعمة بن عدي ، وأبي بن خلف ، وخالد بن الوليد ، وعتبة ، وشيبة ، وحكيم بن حزام ، ونبيه ، ومنبه ابنا الحجاج (٢).
لقد اختارت قريش من قبائلها العشر ، أو الخمس عشرة ، عشرة أو خمسة عشر رجلا ، بل أكثر ، على اختلاف النقل ، ليقتلوا النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» بضربة واحدة بسيوفهم ، بل قيل : إنهم كانوا مئة رجل (٣).
ونحن نستبعد هذا العدد الأخير ، وذلك لمخالفته لسائر الروايات الأخرى ، مع أن ما ذكرته الرواية من أن عدد القبائل كان مئة قبيلة ، لا نجد له ما يؤيده. واحتمال أن يكون قد خرج من كل قبيلة أكثر من واحد ينافيه التصريح بأن الخارجين كانوا واحدا من كل قبيلة.
ومهما يكن من أمر فإن المتآمرين تهيأوا واجتمعوا ، فأخبر الله تعالى نبيه
__________________
(١) البحار ج ١٩ ص ٧٣ عن الخرائج والجرائح.
(٢) لقد وردت أسماء هؤلاء كلا أو بعضا في روايات مختلفة ، في السيرة الحلبية ج ٢ والبحار ج ١٩ ص ٧٢ و ٣١ ومجمع البيان.
(٣) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٨٠ ونور الأبصار ص ١٥.