ثانيا : إن نفس أن يخاطب علي «عليه السلام» رسول الله «صلى الله عليه وآله» بهذه الطريقة : «إن عمك الشيخ الضال .. الخ ..» لهو أمر لا ينسجم مع أدب الخطاب مع الرسول ، في الوقت الذي كان يمكن له يقول : إن أبي الشيخ الضال قد توفي.
ولا يمكن أن يحتمل أحد أن يصدر من علي «عليه السلام» ما ينافي الآداب مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» أو مع غيره.
ثالثا : لو لم يكن مؤمنا فلماذا يأمره بتغسيله؟. فهل يغسل الكافر؟!
رابعا : كيف يتناسب هذا مع كونه «صلى الله عليه وآله» قد حزن ، وترحم عليه ، ودعا له ، وعارض جنازته ، ومشى فيها ، وغير ذلك مما تقدم ، مع أنهم يروون : أنه لا يجوز المشي في جنازة المشرك؟! (١).
خامسا : ماذا يصنع هؤلاء بما ورد في كثير من المصادر ، من أن الإمام عليا «عليه السلام» هو الذي تولى تغسيل أبي طالب ودفنه ، واغتسل بعد تغسيله إياه غسل المس الواجب على من مس أي ميت مسلم (٢).
هل صلى أبو طالب عليه السّلام؟ :
قالوا : إنه لم ينقل عن أحد : أن أبا طالب «عليه السلام» قد صلى ، وبالصلاة يمتاز المؤمن عن الكافر (٣).
__________________
(١) قد تقدمت بعض مصادر ذلك في أوائل هذا البحث ، وعن عدم جواز المشي في جنازة المشرك ، راجع كتب الحديث كسنن البيهقي وغيره.
(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠١.
(٣) راجع : شيخ الأبطح.