أم أن عدالة الله تعالى قد اقتضت ذكر نفقات أمير المؤمنين علي «عليه السلام» ـ على قلتها ـ في القرآن ، وعلى لسان النبي «صلى الله عليه وآله» ، وإهمال نفقات أبي بكر ، التي تبلغ الآلاف الكثيرة؟!
وهل هذا عدل؟! تعالى الله الملك الحق العدل المبين ، الذي لا تظلم عنده نفس بمثقال ذرة فما فوقها.
أم يصح أن يقال : إن نفقات أبي بكر لم تكن خالصة لوجه الله تعالى ، وإنما جرت على وفق سجيته وطبعه في الكرم والجود؟! وكان ذلك هو سر إهمال الله لها؟ فلماذا لا يمدح الله هذه السجية؟
وإذا كان لا فضل فيها ؛ فلماذا يقول الرسول : إن الله سوف يكافئه عليها؟! ولماذا؟ ولماذا؟! إلى آخر ما هنالك من الأسئلة التي لن تجد لها جوابا مقنعا ومفيدا ومقبولا.
وبعد ما تقدم : فإن الحديث عن ثروة أبي بكر منقول ـ كما يقول الشيخ المفيد ـ عن خصوص ابنة أبي بكر عائشة ، وفي طريقه من هم من أمثال الشعبي المعروفين بالعصبية ، والتقرب إلى بني أمية بالكذب ، والتخرص ، والبهتان (١).
اللصوص المهرة :
وبعد ، فإن مما يضحك الثكلى ما ذكره البعض ، من أن اللصوص أخذوا لأبي بكر أربع مئة بعير ، وأربعين عبدا ، فدخل عليه النبي «صلى الله عليه وآله» فرآه حزينا ، فسأله ، فأخبره ، فقال : ظننت أنه فاتتك تكبيرة
__________________
(١) الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين علي «عليه السلام» ص ١٣١ ـ ١٣٣.