الراحلتان بالثمن :
وأمهل أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى الليلة القادمة ؛ فانطلق تحت جنح الظلام ، هو وهند بن أبي هالة ، حتى دخلا الغار على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فأمر الرسول هندا أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين.
فقال أبو بكر : قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين تر تحلهما إلى يثرب.
فقال : إني لا آخذهما ، ولا أحدهما إلا بالثمن.
قال : فهي لك بذلك.
فأمر عليا «عليه السلام» فأقبضه الثمن (١).
أداء الأمانات :
ثم أوصاه بحفظ ذمته ، وأداء أماناته ، وكانت قريش ومن يقدم مكة من العرب في الموسم يستودعون النبي «صلى الله عليه وآله» ، ويستحفظونه أموالهم وأمتعتهم ، وأمره أن ينادي صارخا بالأبطح غدوة وعشيا : «من كان له قبل محمد أمانة ، فليأت ، فلنؤد إليه أمانته».
وقال «صلى الله عليه وآله» لعلي حينئذ ، أي بعد أن ذهب الطلب عن النبي «صلى الله عليه وآله» : إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه ، حتى تقدم علي ؛ فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا ، ثم إني مستخلفك على فاطمة
__________________
(١) البحار ج ١٩ ص ٦٢ وأمالي الطوسي ج ٢ ص ٨٣ وعدم قبوله «صلى الله عليه وآله» الراحلتين من أبي بكر إلا بالثمن لا يكاد يخلو منه كتاب يؤرخ للسيرة النبوية الشريفة وراجع وفاء الوفاء ج ١ ص ٢٣٧.