١ ـ سن عائشة :
ويقولون : إنه «صلى الله عليه وآله» قد عقد على عائشة ، وهي بنت ست سنين ، أو سبع ، ثم انتقلت إلى بيته بعد هجرته إلى المدينة ، وهي بنت تسع. وهذا هو المروي عنها (١).
ونحن نقول : إن ذلك غير صحيح ، وأن عمرها كان أزيد من ذلك بكثير ، ونستند في ذلك إلى ما يلي :
أولا : إن ابن إسحاق قد عد عائشة في جملة من أسلم أول البعثة ، قال : وهي يومئذ صغيرة ، وأنها أسلمت بعد ثمانية عشر إنسانا فقط (٢).
فلو جعلنا عمرها حين البعثة سبع سنين مثلا فإن عمرها حين العقد عليها كان ١٧ سنة ، وحين الهجرة ٢٠ سنة.
ويؤيد ذلك : أن الذين هاجروا إلى الحبشة كانوا أكثر من ثمانين ، وقد بقي جماعة لم يهاجروا ، والهجرة إلى الحبشة كانت بعد خمس سنوات من البعثة .. فيكون إسلام عائشة التي أسلمت بعد ثمانية عشر إنسانا بعد البعثة
__________________
(١) راجع فيما ذكرناه : طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٣٩ ، والإصابة ج ٤ ص ٣٥٩ ، وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٤١٣ وتهذيب التهذيب ج ١٢ ، وأسد الغابة ج ٥ وغير ذلك وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ١٩٠ لكنه ناقض نفسه ص ١٩١ فقال : إنها توفيت سنة ٥٧ ه. وعمرها ٦٤ سنة ، وهذا يعني أنها كان عمرها حين الهجرة سبع سنوات فقط.
(٢) راجع : سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٧١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ٢ ص ٣٥١ و ٣٢٩ عن ابن أبي خيثمة في تاريخه عن ابن إسحاق ، والبدء والتاريخ ج ٤ ص ١٤٦.