ط ـ عن صفوان بن أمية : كنا عند النبي «صلى الله عليه وآله» إذ جاء عمر بن قرة ، فقال : يا رسول الله ، إن الله كتب علي شقوة ، فلا أنال الرزق إلا من دفي بكفي ؛ فأذن لي في الغناء من غير فاحشة ، فقال النبي «صلى الله عليه وآله» : لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة ، كذبت أي عدو الله ، لقد رزقك الله طيبا ؛ فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله ، أما إنك لو قلت بعد هذه المقالة لضربتك ضربا وجيعا (١).
وعلق الحلبي على هذه الرواية بقوله : «إلا أن يقال : إن هذا النهي ـ إن صح ـ محمول على من يتخذ ضرب الدف حرفة ، وهو مكروه تنزيها ، وقوله : اخترت ما حرم الله عليك للمبالغة في التنفير عن ذلك» (٢).
ولكن قد فات الحلبي : أنه إذا كان اتخاذه حرفة مكروها تنزيها ؛ فلماذا يتهدده بالضرب الوجيع؟!. ولماذا يعتبره عدوا لله تعالى؟!.
كما أن مقابلة ما حرم الله بالطيب دليل على أن المراد بما حرم الله هو الخبيث وهو المحرم بنص القرآن : قال تعالى : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ»)(٣).
ي ـ عن أبي أمامة : لا تبيعوا القينات ولا تشروهن ، ولا تعلموهن ، ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام ، في مثل هذا أنزلت هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي ..).
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٦٣ عن ابن أبي شيبة.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٦٢.
(٣) الآية ١٥٧ من سورة الأعراف.