في الطريق إلى المدينة :
عن أبي عبد الله «عليه السلام» : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما خرج من الغار متوجها إلى المدينة ، وقد كانت قريش جعلت لمن أخذه مئة من الإبل ، خرج سراقة بن جشعم فيمن يطلب ، فلحق رسول الله ، فقال «صلى الله عليه وآله» : اللهم اكفني سراقة بما شئت ، فساخت قوائم فرسه ، فثنى رجله ثم اشتد ، فقال : يا محمد إني علمت أن الذي أصاب قوائم فرسي إنما هو من قبلك ، فادع الله أن يطلق الي فرسي ، فلعمري ، إن لم يصبكم خير مني لم يصبكم مني شر.
فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» : فأطلق الله عز وجل فرسه ، فعاد في طلب رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، فلما أطلقت قوائم فرسه في الثالثة ، قال : يا محمد ، هذه إبلي بين يديك فيها غلامي ، فإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه ، وهذا سهم من كنانتي علامة ، وأنا أرجع فأرد عنك الطلب.
فقال : لا حاجة لي فيما عندك.
ولعل رفض النبي «صلى الله عليه وآله» ما عرضه عليه سراقة قد كان من منطلق : أنه لا يريد أن يكون لمشرك يد عنده.