٤ ـ الطائف وعلاقاتها بمن حولها :
إن أهل الطائف كانوا مرتبطين اقتصاديا بأهل مكة ومن حولهم ، لأنهم كانوا يصدرون الفاكهة التي هي عمدة محاصيلهم إلى مكة وغيرها من الأطراف المحيطة بهم.
فهم يرون مصيرهم مرتبطا اقتصاديا واجتماعيا بغيرهم ، وهم بحاجة إلى التقرب والتزلف إلى هؤلاء ، واستجلاب محبتهم ورضاهم ، حتى لا يتعرضوا للضغط الاجتماعي ، أو إلى حصار اقتصادي ـ كما جرى لبني هاشم ـ من قبل من يحيط بهم ، لا سيما من المكيين ، حيث السوق الرئيس لمنتجاتهم.
ثم إنه قد كان لهم صنم يقال له اللات ـ وكان له سدنة ، ويزوره العرب (١) إذ كانت لهم مكانة دينية أيضا بين العرب ـ يهتمون جدا بالمحافظة عليه.
ومن هذا وذاك ، نعرف السر في أنهم كانوا أشداء في مواجهة النبي «صلى الله عليه وآله» ، وحريصين على إخراجه من بينهم بسرعة.
ويشار هنا : إلى أن أهل الطائف الذين قتلوا عروة بن مسعود الداعي إلى الإسلام قد تأخر إسلامهم إلى أواخر حياة النبي «صلى الله عليه وآله» فوفدوا عليه «صلى الله عليه وآله» في سنة تسع ، سنة الوفود ولم يؤمنوا إلا بعد أن أدركوا : أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب ، فلا يخرج لهم
__________________
(١) الأصنام للكلبي ص ١٦ ، والسيرة النبوية لدحلان مطبوع بهامش الحلبية ج ٣ ص ١١ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٣٥.