أ ـ قال الفاكهي بن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال عبد الله : لما خرج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الغار ، ذهبت أستخرج وأنظر هل أحد يخبرني عنه ، فأتيت دار أبي بكر ، فوجدت أبا قحافة ، فخرج عليّ ومعه هراوة ، فلما رآني اشتد نحوي ، وهو يقول : هذا من الصباة الذين أفسدوا علي ابني (١).
فهذه الرواية توضح أن أبا قحافة لم يكن حينئذ قد عمي بعد ، وسندها معتبر عندهم.
ب : لم نفهم لماذا لم يترك أبو بكر لأهل بيته شيئا؟ وما هذا الجفاء منه لهم؟!
ومن أين علم أبو قحافة الضرير بأنه قد حمل ماله معه حتى قال لهم : إنه قد فجعهم بنفسه وماله؟!
ج : ولماذا هذا الدور لأسماء؟
ألم تكن زوجة للزبير حينئذ ، وألم تهاجر معه إلى المدينة قبل ذلك ، حيث لم يبق من أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» ، في مكة سوى علي وأبي بكر ، ومن يفتن ويعذب؟!
وأين كانت زوجات أبي بكر عن ذلك كله؟!
٣ ـ مع أدوار لأسماء أيضا وغيرها
وأما بالنسبة لما زعموه من أن أسماء كانت إذا أمست تذهب بالطعام
__________________
(١) الإصابة ج ٢ ص ٤٦٠ و ٤٦١ وهذه الرواية تدل على أن أبا قحافة يرى أن ابنه أبا بكر قد صار من الصباة وأنه قد أسلم بعد جماعة عبد الله منهم ، وهذا ينافي ما تقدم من أنه كان أول من أسلم.